للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(اللهم إني أول من أحيا أمرك إذا أماتوه) فأمر به فرجم فأنزل الله - عز وجل -: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} إلى قوله: {يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ} [المائدة: ٤١] يقول: ائتوا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - فإن أمركم بالتحميم والجلد فخذوه، وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا، فأنزل الله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: ٤٤] {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة: ٤٥] {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة: ٤٧] في الكفار كلها" (١).

٨ - عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: "أقبلت يهود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا أبا القاسم أخبرنا عن الرعد ما هو؟ قال ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله. فقالوا: فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال زجره بالسحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمر. قالوا: صدقت. فأخبرنا عما حرم إسرائيل على نفسه؟ قال: اشتكى عرق النسا فلم يجد شيئًا يلائمه إلا لحوم الإبل وألبانها فلذلك حرمها قالوا صدقت؟ ". (٢)

٩ - عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: "حضرت عصابة من اليهود نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا فقالوا: يا أبا القاسم حدثنا عن خلال نسألك عنهن لا يعلمهن إلا نبي. قال: (سلوني عما شئتم، ولكن اجعلوا لي ذمة الله وما أخذ يعقوب - عليه السلام - على بنيه لئن حدثتكم شيئًا فعرفتموه لتتابعني على الإسلام). قالوا: فذلك لك. قال: (فسلوني عما شئتم؟ ). قالوا: أخبرنا عن أربع خلال نسألك عنهن، أخبرنا أيَّ الطعام حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة؟ وأخبرنا كيف ماء المرأة وماء الرجل كيف يكون الذكر منه؟ وأخبرنا كيف هذا النبي الأمي في النوم؟ ومن وليه من الملائكة؟ قال: (فعليكم عهد الله وميثاقه لئن أنا أخبرتكم لتتابعني) قال: فأعطوه ما شاء من عهد وميثاق، قال: (فأنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى - صلى الله عليه وسلم - هل تعلمون أن إسرائيل يعقوب - عليه السلام - مرض مرضًا شديدًا، وطال سقمه فنذر لله نذرًا لئن شفاه


(١) أخرجه مسلم (١٧٠٠)، (محممًا) أي: مسود الوجه من الحممة الفحمة.
(٢) أخرجه الترمذي (٣١١٧) وقال هذا حديث حسن غريب، والنسائي في الكبرى (٩٠٧٢)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٣٥٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>