للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله تعالى من سقمه ليحرمن أحب الشراب إليه وأحب الطعام إليه، وكان أحب الطعام إليه لحم الإبل وأحب الشراب إليه ألبانها)، قالوا: اللهم نعم، قال: (اللهم أشهد عليهم. فأنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو الذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن ماء الرجل أبيض غليظ وأن ماء المرأة أصفر رقيق فأيهما علا كان له الولد والشبه بإذن الله، إن علا ماء الرجل على ماء المرأة كان ذكرًا بإذن الله، وإن علا ماء المرأة على ماء الرجل كان أنثى بإذن الله) قالوا: اللهم نعم، قال: (اللهم أشهد عليهم. فأنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن هذا النبي الأمي تنام عيناه ولا ينام قلبه). قالوا: اللهم نعم، قال: (اللهم أشهد). قالوا: وأنت الآن فحدثنا من وليك من الملائكة فعندها نجامعك أو نفارقك. قال: (فإن وليي جبريل - عليه السلام - ولم يبعث الله نبيًا قط إلا وهو وليه)، قالوا: فعندها نفارقك لو كان وليك سواه من الملائكة لتابعناك وصدقناك، قال: (فما يمنعكم من أن تصدقوه؟ )، قالوا: أنه عدونا قال فعند ذلك قال الله - عز وجل -: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ} إلى قوله - عز وجل -: {كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} فعند ذلك {فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ} ". (١)

١٠ - عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال: "أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل من اليهود فقال: يا أبا القاسم، ألست تزعم أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون؟ وقال لأصحابه: إن أقر لي بهذه خصمته. قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بلى والذي نفسي بيده إن أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في المطعم والمشرب، والشهوة والجماع. قال: فقال له اليهودي: فإن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة؟ قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: حاجة أحدهم عرق يفيض من جلودهم مثل ريح المسك، فإذا البطن قد ضمر (٢).

* * *


(١) أخرجه أحمد في مسنده (١/ ٢٧٨ (٢٥١٤))، والطبراني في الكبير (١٢/ ٢٤٦/ ١٣٠١٢).
(٢) مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٣٦٧)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (١٦٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>