أعانه الله على عمل الدروع من الحديد ليحصن المقاتلة من الأعداء وأرشده إلى صنعتها وكيفيتها فقال:{وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ} أي: لا تدق المسمار فيفلق ولا تغلظه فيفصم قاله مجاهد وقتادة والحكم وعكرمة.
قال الحسن البصري وقتادة والأعمش: كان الله قد ألان له الحديد حتى كان يفتله بيده لا يحتاج إلى نار ولا مطرقة.
قال ابن عباس ومجاهد: الأيد القوة في الطاعة يعني ذا قوة في العبادة والعمل الصالح قال قتادة: أعطي قوة في العبادة وفقها في إسلام قال: وقد ذكر لنا أنه كان يقوم الليل ويصوم نصف الدهر.
وقد ثبت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"أحب الصلاة إلى الله صلاة داود وأحب الصيام إلى الله صيام داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه وكان يصوم يومًا ويفطر يومًا"(١).
أعطاه الله الصوت الحسن: وقوله: {إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (١٨) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (١٩)} [ص: ١٨, ١٩] كما قال: {يَاجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ}[سبأ: ١٠]
(١) أخرجه البخاري (١٠٧٩)، ومسلم (١١٥٩) عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهم -.