للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانيًا: الروايات المرسلة:

أولًا: مرسل سعيد بن جبير وهو صحيح إليه، وقد سبق تخريجه مع طريق ابن عباس.

ثانيًا: مرسل محمد بن كعب القرظي ومحمد بن قيس قالا: "جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ناد من أندية قريش كثير أهله فتمنى يومئذ أن لا يأتيه من الله شيء فينفروا عنه فأنزل الله عليه: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (١) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (٢)} [النجم: ١، ٢] فقرأها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بلغ {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (٢٠)} [النجم: ١٩، ٢٠] ألقى عليه الشيطان كلمتين: تلك الغرنقة العلى وإن شفاعتهن لترتجى فتكلم بها ثم مضى فقرأ السورة كلها فسجد في آخر السورة وسجد القوم جميعا معه ورفع الوليد بن المغيرة ترابًا إلى جبهته فسجد عليه وكان شيخًا كبيرًا لا يقدر على السجود فرضوا بما تكلم به وقالوا: قد عرفنا أن الله يحيي ويميت وهو الذي يخلق ويرزق ولكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده إذ جعلت لها نصيبا فنحن معك قالا: فلما أمسى أتاه جبرائيل - عليه السلام - فعرض عليه السورة فلما بلغ الكلمتين اللتين ألقى الشيطان عليه قال: ما جئتك بهاتين فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: افتريت على الله وقلت على الله ما لم يقل فأوحى الله إليه {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ} [الإسراء: ٧٣] إلى قوله: {ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (٧٥)} [الإسراء: ٧٥] فما زال مغمومًا مهمومًا حتى نزلت عليه {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٥٢)} قال: فسمع من كان من المهاجرين بأرض


= وأيوب هو السختياني والظاهر أن الراوي قرن أيوب مع أبي بكر في رواية أصل الحديث لا في هذه الزيادة ومما يبين ذلك أن البخاري أخرج رواية أيوب للحديث برقم (٤٨٦٢: ١٠٧١) من غير ذكر ولا إشارة لقصة الغرانيق فظهر بهذا أنها ليست من رواية أيوب ولكن الراوي قرنه معه في قصة السجود فقط.
الطريق السادس: ذكرها الحافظ وعزاها لابن مردويه من طريق سليمان التيمي عمن حدثه عن ابن عباس به، وهذه رواية ظاهرة الانقطاع ومن ثم قال الحافظ في الفتح ٨/ ٤٣٩ بعد ذكر هذه الطرق: وكلها سوى طريق سعيد بن جبير إما ضعيف وإلا منقطع.
وكلام ابن حجر هذا يؤيد ما رجحناه من شذوذ الطريق الموصولة، وأن المحفوظ الطريق المرسل.

<<  <  ج: ص:  >  >>