للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (٥٣)}، فلما برأه الله من سجع الشيطان، وفتنته انقلب المشركون بضلالهم، وعداوتهم، وبلغ المسلمين ممن كان بأرض الحبشة، وقد شارفوا مكة فلم يستطيعوا الرجوع من شدة البلاء الذي أصابهم، والجوع، والخوف خافوا أن يدخلوا مكة فيبطش بهم فلم يدخل رجل منهم إلا بجوار. . . . الحديث. (١)

الحادى عشر: مرسل المطلب بن عبد الله بن حنطب ومحمد بن فضالة الظفري

قالا: رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قومه كفًا عنه فجلس خاليًا فتمنى فقال ليته لا ينزل علي شيء ينفرهم عني وقارب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قومه ودنا منهم ودنوا منه فجلس يومًا مجلسًا في نادٍ من تلك الأندية حول الكعبة، فقرأ عليهم {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (١)} حتى إذا بلغ {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (٢٠)} ألقى الشيطان كلمتين على لسانه تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى فتكلم رسول - صلى الله عليه وسلم - بهما ثم مضى فقرأ السورة كلها، وسجد وسجد القوم جميعًا، ورفع الوليد بن المغيرة ترابًا إلى جبهته فسجد عليه، وكان شيخًا كبيرًا لا يقدر على السجود، ويقال إن أبا أحيحة سعيد بن العاص أخذ ترابًا فسجد عليه رفعه إلى جبهته، وكان شيخًا كبيرًا فبعض الناس يقول إنما الذي رفع التراب الوليد، وبعضهم يقول أبو أحيحة، وبعضهم يقول كلاهما جميعًا فعل ذلك فرضوا بما تكلم به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقالوا قد عرفنا أن الله يحيي ويميت ويخلق ويرزق ولكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده، وأما إذ جعلت لها نصيبًا فنحن معك، فكبر ذلك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قولهم حتى جلس في البيت فلما أمسى أتاه جبريل عليه السلام فعرض عليه السورة فقال جبريل: جئتك بهاتين الكلمتين فقال رسول الله


(١) ضعيف مع إرساله. أخرجه الطبراني في الكبير (٨٣١٦) فقال: حدثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني، ثنا أبي، ثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة به. قلت: وإسناده ضعيف، وفيه علتان: الإرسال، وابن لهيعة ضعيف، وقال الهيثمي في المجمع (٧/ ١٧٢): أخرجه الطبراني مرسلا وفيه ابن لهيعة ولا يحتمل هذا من ابن لهيعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>