فأثنى عليهم ربهم وأحسن الثناء عليهم ورفع ذكرهم في التوراة والإنجيل والقرآن ثم وعدهم المغفرة والأجر العظيم. وأخبر في آية أخرى برضاه عنهم ورضاهم عنه فقال:{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}(التوبة: ١٠٠).
ثم بشرهم بما أعد لهم فقال:{وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}(التوبة: ١٠٠). وأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالعفو عنهم والاستغفار لهم فقال:{فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}(آل عمران: ١٥٩).
وأمره بمشاورتهم تطييبًا لقلوبهم وتنبيهًا لمن بعده من الحكام على المشاورة في الأحكام فقال:{فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}(آل عمران: ١٥٩). وندب من جاء بعدهم إلى الاستغفار لهم، وأن لا يجعل في قلوبهم غلًا للذين آمنوا فقال: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (١٠)} (الحشر: ١٠).
وأثنى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليهم وشبههم بالنجوم ونبه بذلك أمته على الاقتداء بهم في أمور دينهم كما يهتدون بالنجوم في ظلمات البر والبحر في مصالحهم.
عن أَبِي مُوسَى الأشعري -رضي الله عنه- قال: صَلَّيْنَا المغْرِبَ مَعَ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ قُلْنَا: لَوْ انْتَظَرْنَا حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَهُ الْعِشَاءَ قَال: ففعلنا فَخَرَجَ إِلَيْنَا فَقَال: مَا زِلْتُمْ هَاهُنَا فقُلْنَا: نَعَمْ يَا رَسُولَ الله، قُلْنَا: نُصَلِّي مَعَكَ الْعِشَاءَ قَال: أَصَبْتُمْ أَحْسَنْتُمْ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَال: وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَال: النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتْ النُّجُومُ أتى أهل السَّمَاءَ