للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَا تُوعَدُ وَأنا أَمَنةٌ لِأَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْتُ أنا أتى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتي فَإِذَا ذَهَبَتْ أَصْحَابِي أتى أُمَّتي مَا يُوعَدُونَ (١).

ثم إنه -صلى الله عليه وسلم- شهد لهم بكونهم خير أمته فقال: خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي (٢).

عن جابر بن عبد الله أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لَا يَدْخُلُ النَّارَ إِنْ شَاءَ الله مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ أَحَدٌ الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَهَا". (٣)

عن أنس بن مالك أنس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "آيَةُ الْإِيمَانِ حُبُّ الْأنصَارِ وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الْأنصَارِ". (٤)

فيجب على كل مسلم حب أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- لأن حبهم دين وإيمان وإحسان لأنه امتثال لأمر الله. وبغض الصحابة كفر ونفاق وطغيان.

فلقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن سبهم، وأخبر أمته بأن أحدًا منهم لا يدرك محلهم ولا يبلغ درجتهم، وأن الله تعالى قد غفر لهم. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري -رضي الله عنه- قَال: قَال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أنفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ". (٥)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قَال: "لَا يُبغِضُ الأنصَارَ رَجُلٌ يُؤْمنُ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ". (٦)

ومن عقيدة أهل السنة والجماعة وجوب السكوت وعدم الخوض في الفتن التي جرت بين الصحابة رضوان الله عليهم جميعًا، وذلك بعد مقتل عثمان بن عفان، ونعتقد أن فتنة الجمل قد تمت من غير اختيار من علي بن أبي طالب، ولا من طلحة بن عبيد الله، ولا من الزبير بن العوام -رضي الله عنه-، وأن عائشة -رضي الله عنها- خرجت للإصلاح بين المسلمين، مع العلم، بأنهم


(١) مسلم (٢٥٣١).
(٢) البخاري (٢٦٥٢)، مسلم (٢٥٣٣) من حديث عبد الله.
(٣) مسلم (٢٤٩٦).
(٤) البخاري (٣٧٨٤).
(٥) البخاري (٣٦٧٣)، مسلم (٢٥٤١).
(٦) مسلم (٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>