الصليب الأصيل في فلسطين عندما توجهت إليها لزيارة آثار السيد المسيح، وهي قصة يكفي للدلالة على قيمتها التاريخية أن رواتها جميعًا نقلوها بعد عصر الملكة (هيلانة)، وأن مؤرخ العصر الأكبر (يوسيبيوس) لم يشر إليها بكثير أو قليل على شدة اهتمامه باستقصاء الأخبار التي لا تُدرك بالقياس إلى هذا الخبر العظيم، أما فريضة الحج الإسلامي قد بقيت لها رسالتها التي لا عبث فيها ولا موضع للمكر والدسيسة من ورائها، وإن رسالتها اليوم في العالم الإسلامي لأعظم وألزم من رسالتها في جميع الأزمنة لأنا العهد المجدد في كل عام بين شعوب الإسلام في عصرهم أحوج ما يكونون فيه إلى الوفاق والوئام.
فنحن الآن أمام فريضة إلهية وتنزلات سماوية، لا تدخُّل فيها لبشر، ولا إضافة ولا حذف، بل هي وحي الله - عز وجل - لنبيه - صلى الله عليه وسلم - لم تَشُبْه لوثات الجاهلين ولا افتراءات المضللين. (١)
* * *
(١) شبهات المستشرقين حول العبادات في الإسلام د. ناصر السيد صـ ٤٠٨ - ٣٨٣ باختصار.