للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلامه: نحن الأمراء وأنتم الوزراء، قال الحباب بن المنذر: لا والله لا نفعل أبدا منا أمير ومنكم أمير، فقال أبو بكر: لا ولكنا الأمراء وأنتم الوزراء -يعني المهاجرين هم أوسط العرب دارا وأعزهم أحسابا- فبايعوا عمر بن الخطاب أو أبا عبيدة بن الجراح، فقال عمر: بل نبايعك أنت خيرنا وسيدنا وأحب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأخذ عمر بيده فبايعه وبايعه الناس. (١). (٢)

ونثبت الخلافة بعد أبي بكر -رضي الله عنه- لعمر -رضي الله عنه-: أي ونعتقد إثبات الخلافة لعمر بعد أبي بكر -رضي الله عنهما- وذلك بتفويض أبي بكر الخلافة إليه واتفاق الأمة بعده عليه وفضائله -رضي الله عنه- أشهر من أن تنكر وأكثر من أن تذكر.

عن مُحَمَّدِ بْنِ الحنَفِيَّةِ قَال قُلْتُ لِأَبِي: من خير النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قَال: أبو بَكْرٍ، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ، قَال: ثُمَّ عُمَرُ، وَخَشِيتُ أَنْ يَقُولَ عُثْمَانُ، قُلْتُ: ثُمَّ أنتَ، قَال: مَا أنا إِلَّا رَجُلٌ مِنْ المسْلِمِينَ". (٣)

وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: لما وضع عمر على سريره فتكنفه الناس يدعون ويثنون ويصلون عليه قبل أن يرفع وأنا فيهم فلم يرعني إلا برجل قد أخذ بمنكبي من ورائي فالتفت إليه فإذا هو عليٌّ فترَّحم على عمر وقال: ما خلَّفت أحدًا أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك وأيم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك، وذلك أني كنت كثيرا ما اسمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: جئت أنا وأبو بكر وعمر ودخلت أنا وأبو بكر وعمر وخرجت أنا وأبو بكر وعمر فإن كنت لأرجو أو لأظن أن يجعلك الله معهما. (٤)

ونثبت الخلافة بعد عمر لعثمان رضي الله عنهما.

فلما قتل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قالوا له: أوص يا أمير المؤمنين استخلف قال ما أجد أحدا أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر أو الرهط الذين توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو عنهم راض فسمَّى


(١) البخاري (١٢٤١)، ومسلم (٩٤٢).
(٢) الاعتقاد للبيهقي (صـ ٤٧٠)، وشرح العقيدة الطحاوية (٢/ ٦٩٨)، والشريعة للآجري (٤/ ١٧٩١).
(٣) أخرجه: البخاري (٣٦٧١)، وأبو داود (٤٦٢٩).
(٤) راجع: العقيدة الطحاوية (٢/ ٧٠٩)، والاعتقاد للبيهقي صـ ٥٠٦، والشريعة (٤/ ١٧٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>