للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما قتل عثمان وبايع الناس عليًّا صار إمامًا حقًّا واجب الطاعة وهو الخليفة في زمانه خلافة نبوة.

فالخلافة ثبتت لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بعد عثمان -رضي الله عنه- بمبايعة الصحابة.

ومن فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ما ورد عن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ قَال: قَال رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لِعَليٍّ: "أنتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلا أنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي". (١)

ونعتقد أن العشرة الذين سماهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبشرهم بالجنة نشهد لهم بالجنة على ما شهد لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقوله الحق قال -صلى الله عليه وسلم-: "عَشْرَةٌ فِي الجنَّةِ النَّبِيُّ فِي الجنَّةِ، وَأَبو بَكْرٍ فِي الجنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الجنَّةِ، وَعُثْمانُ فِي الجنَّةِ، وَعِليٌّ فِي الجنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الجنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ فِي الجنَّةِ، وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ فِي الجنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الجنَّةِ، وَأَبو عُبَيْدَةَ فِي الجنَّةِ وسعيد بن زيد فِي الجنَّةِ". (٢). (٣)

ونثبت خلافة معاوية -رضي الله عنه-. معاوية -رضي الله عنه- كاتب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على وحي الله -عز وجل- وهو القرآن بأمر الله -عز وجل- وصاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن دعا له النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقيه العذاب ودعا له أن يعلمه الله الكتاب ويمكِّن له في البلاد وأن يجعله هاديًا مهديًا.

وصاهره النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن تزوج أم حبيبة أخت معاوية -رضي الله عنها-، فصارت أم المؤمنين، وصار هو خال المؤمنين. وهو ممن قال الله -عز وجل-: {يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ} (التحريم: ٨).

فقد ضمن الله الكريم له أن لا يخزيه لأنه ممن آمن برسول الله -صلى الله عليه وسلم- (٤).

قال عبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال: قالت: لأحمد بن حنبل: أليس قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كل صهر ونسب ينقطع إلا صهري ونسبي"؟ قال: بلى، قلت: وهذه لمعاوية؟ قال: نعم، له صهر ونسب.

قال: وسمعت ابن حنبل يقول: ما لهم ولمعاوية، نسأل الله العافية (٥). فمن قال إن


(١) أخرجه: البخاري (٣٧٠٦)، ومسلم (٢٤٠٤).
(٢) أخرجه أبو داود (٤٦٤٩)، والترمذي (٣٧٤٨)، وابن ماجه (١٣٤)، وأحمد (١/ ١٨٧).
(٣) شرح العقيدة الطحاوية (٢/ ٧٣١).
(٤) الشريعة (٥/ ٣٤٣١).
(٥) أبو بكر الخلال في السنة (صـ ٤٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>