للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: قل لداود إن يجمعكما يوم القيامة، فيقول له: هب لي دمك الذي عند داود، فيقول: هو لك يا رب، فيقول: إن لك في الجنة ما شئت وما اشتهيت عوضًا عنه" (١).

٢ - عن الأحنف بن قيس: "أن داود حدث نفسه إن ابتُلي أن يعتصم فقيل له: إنك ستبتلى وتعلم اليوم الذي تبتلى فيه فخذ حذرك فقيل له: هذا اليوم الذي تبتلى فيه فأخذ الزبور فوضعه في حجره، وأغلق باب المحراب، وأقعد منصفًا على الباب، وقال: "لا تأذن لأحد علي اليوم" فبينما هو يقرأ الزبور؛ إذ جاء طائر مذهّب كأحسن ما يكون الطير، فيه من كل لون، فجعل يدرج بين يديه، فدنا منه، فأمكن أن يأخذه، فتناوله بيده ليأخذه فاستوفزه من خلفه، فأطبق الزبور وقام إليه ليأخذه، فطار فوقع على كوة من المحراب فدنا منه أيضًا ليأخذه، فوقع على حصن فأشرف عليه لينظر أين وقع؟ فإذا هو بالمرأة عند بركتها تغتسل من المحيض فلما رأت ظله حركت رأسها فغطت جسدها بشعرها فقال داود للمنصف: "اذهب فقل لفلانة تجيء" فأتاها فقال: إن نبي الله يدعوك فقالت: مالي ولنبي الله إن كانت له حاجة فليأتني أما أنا فلا آتيه، فأتاه المنصف فأخبره بقولها، فأتاها وأغلقت الباب دونه فقالت: مالك يا داود! أما تعلم أنه من فعل هذا رجمتموها ووعظته فرجع، وكان زوجها غازيًا في سبيل فكتب داود - عليه السلام - إلى أمير المغزي انظر أوريا فاجعله في حملة التابوت، فقتل فلما انقضت عدتها خطبها فاشترطت


(١) إسناده ضعيف جدًّا. أخرجها ابن جرير في "تفسيره" ٢٣/ ١٥٠، ١٥١، وفي "تاريخه" ١/ ٢٨٥، ومن طريقه الثعالبي في "الكشف والبيان" ١١/ ٣٧٣، ومن طريقه البغوي في "تفسيره" ٤/ ٥٥، ٥٦ عن يونس بن عبد الأعلى الصيرفي، أخبرنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن أبي صخر، عن يزيد الرقاشي به.
وفيه: يزيد بن أبان الرقاشي، وهو ضعيف. قال ابن كثير: "روى ابن أبي حاتم حديثًا لا يصح سنده؛ لأنه من رواية يزيد الرقاشي عن أنس - رضي الله عنه - ويزيد وإن كان من الصالحين؛ لكنه ضعيف الحديث عند الأئمة، فالأولى أن يقتصر على مجرد تلاوة هذه القصة وأن يرد علمها إلى - عز وجل -؛ فإن القرآن حق، وما تضمن فهو حق أيضًا" تفسيره ١٢/ ٨٢.
وفيه أيضًا أبو صخر: وهو حميد بن زياد، أبى المخارق المدني. قال أحمد: ليس به بأس؛ الجامع في العلل ٢/ ٩٨. وقال الذهبي: مختلف فيه؛ الكاشف ١/ ٢٥٦. وقال ابن حجر: صدوق يهم؛ التقريب ١/ ١٤١. قال القرطبي: "ذكره الماوردي وغيره، ولا يصح. قال ابن العربي: "وهو أمثل ما روي في ذلك" تفسيره ١٥/ ١٦٠. وقال السيوطي: "سند ضعيف" الدر المنثور ٧/ ١٥٦ و ١٥٧، وذكرها ابن أبي حاتم في "تفسيره" ١٠/ ٣٢٣٩، ٣٢٤٠ بدون إسناد.

<<  <  ج: ص:  >  >>