للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لهم أولادها وسلاها وألبانها ومنافعها ويبذر هؤلاء مثل حرثهم فإذا بلغ الحرث الذي كان عليه أخذ هؤلاء الحرث ودفع هؤلاء إلى هؤلاء الغنم، قال: فعطف عليه.

قال حماد: وسمعت ثابتًا يقول: هو أوريا (١).

٣ - عن ليث عن مجاهد قال: "لما أصاب داود الخطيئة خر لله ساجدًّا أربعين يومًا حتى نبت من دموع عينيه من البقل ما غطى رأسه ثم نادى: "رب قرح الجبين، وجمدت العين، وداود لم يرجع إليه في خطيئته شيء فنودي: أجائع فتطعم؟ أم مريض فتشفى؟ أم مظلوم فينتصر لك؟ قال: فنحب نحبة هاج كل شيء كان نبت، فعند ذلك غفر له، وكانت خطيئته مكتوبة بكفه يقرؤها، وكان يؤتى بالإناء ليشرب فلا يشرب إلا ثلثه أو نصفه، وكان يذكر خطيئته فينحب النحبة تكاد مفاصله تزول بعضها من بعض، ثم ما يتم شرابه حتى يملأه من دموعه، وكان يقال: إن دمعة داود تعدل دمعة الخلائق ودمعة آدم تعدل دمعة داود ودمعة الخلائق قال: فهو يجيء يوم القيامة خطيئته مكتوبة بكفه فيقول: "رب ذنبي ذنبي قدمني" قال: فيقدم فلا يأمن فيقول: "رب أخرني فيؤخر فلا يأمن" (٢).

٤ - عن ابن عباس قوله: {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ} قال إن داود قال: "يا رب قد أعطيت إبراهيم وإسحاق ويعقوب من الذكر ما لوددت أنك أعطيتني مثله قال: "إني ابتليتهم بما لم أبتلك به، فإن شئت ابتليتك بمثل ما ابتليتهم به، وأعطيتك ما أعطيتهم" قال: "نعم" قال له: "فاعمل حتى أرى بلاءك، فكان ما شاء أن يكون، وطال ذلك عليه فكاد أن


(١) منكر. أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٧/ ٤٦٥، ٤٦٦) قال: حدثنا عفان قال: ثنا حماد بن سلمة قال: ثنا علي بن زيد به قلت: إسناده ضعيف.
وفيه: علي بن زيد بن جدعان، قال الدارقطني: لا يزال عندي فيه لين. العلل ٥/ ٣٤٦، وقال الذهبي: أحد الحفاظ، وليس بالثبت. الكاشف ٢/ ٢٨٥، وقال ابن حجر: ضعيف. التقريب ١/ ٤١٣.
(٢) ضعيف، ومتنه منكر. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ٧/ ٤٦٥، وابن جرير في "تفسيره" ٢٣/ ١٥٠ و"تاريخه" ١/ ٢٨٤ و ٢٨٥ وهناد بن السري في "الزهد" ١/ ٢٦٢ من طرق عن الليث به.
والليث: هو ابن أبي سليم، قال الذهبي: فيه ضعف يسير من سوء حفظه، وبعضهم احتج به. الكاشف ٣/ ١٤.
وقال الحافظ: صدوق اختلط جدًّا، ولم يتميز حديثه فترك. التقريب ٢/ ٤٩٧، وأخرجه ابن المنذر كما في "الدر" للسيوطي ٧/ ١٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>