للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابنه، وابتلي إسحاق بذهاب بصره، وابتلي يعقوب بحزنه على يوسف، وإنك لم تبتل من ذلك بشيء، قال: يا رب، ابتلني بمثل ما ابتليتهم به، وأعطني مثل ما أعطيتهم، قال: فأوحي إليه: إنك مبتلى فاحترس، قال: فمكث بعد ذلك ما شاء أن يمكث إذ جاءه الشيطان قد تمثل في صورة حمامة من ذهب حتى وقع عند رجليه وهو قائم يصلي فمد يده ليأخذه فتنحى، فتبعه فتباعد، حتى وقع في كوة، فذهب ليأخذه فطار من الكوة فنظر أين يطير فيبعث في أثره قال: فأبصر امرأة تغتسل على سطح لها فرأى امرأة من أجمل الناس خلقًا، فحانت منها التفاتة فأبصرته فألقت شعرها فاستترت به قال: فزاده ذلك فيها رغبة قال: فسأل عنها فأخبر أن لها زوجًا، وأن زوجها غائب بمسلحة كذا وكذا قال: فبعث إلى صاحب المسلحة أن يبعث أوريا إلى عدو كذا وكذا، قال: فبعثه ففتح له، قال: وكتب إليه بذلك، قال: فكتب إليه أيضًا: أن ابعثه إلى عدو كذا وكذا؛ أشد منهم بأسًا، قال: فبعثه ففتح له أيضًا قال: فكتب إلى داود بذلك قال: فكتب إليه أن ابعثه إلى عدو كذا وكذا، فبعثه فقتل المرة الثالثة، قال: وتزوج امرأته، قال: فلما دخلت عليه قال: لم تلبث عنده إلا يسيرًا حتى بعث ملكين في صورة إنسيين، فطلبا أن يدخلا عليه، فوجداه في يوم عبادته فمنعهما الحرس أن يدخلا، فتسوروا عليه المحراب، قال: فما شعر وهو يصلي إذ هو بهما بين يديه جالسين، قال: ففزع منهما فقالا: {لَا تَخَفْ} إنما نحن {خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ} يقول لا تخف، {وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ} إلى عدل القضاء، قال: فقال: قصا عليّ قصتكما، فقال أحدهما: {إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ} فهو يريد أن يأخذ نعجتي فيكمل بها نعاجه مائةً، قال: فقال للآخر: ما تقول؟ فقال: إن لي تسعًا وتسعين نعجة، ولأخي هذا نعجة واحدة، فأنا أريد أن آخذها منه فأكمل بها نعاجي مائة، قال: وهو كاره؟ قال: وهو كاره، قال إذن لا ندعك وذاك، قال: ما أنت على ذلك بقادر، قال: فإن ذهبت تروم ذلك أو تريد ضربنا منك هذا وهذا وهذا. وفسر أسباط طرف الأنف وأصل الأنف والجبهة، قال: يا داود أنت أحق أن يضرب منك هذا وهذا وهذا، حيث لك تسع وتسعون نعجة (امرأة)، ولم يكن لأوريا إلا امرأة واحدة، فلم تزل

<<  <  ج: ص:  >  >>