للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به تعرضه للقتل حتى قتلته، وتزوجت امرأته، قال: فنظر فلم يرَ شيئًا فعرف ما قد وقع فيه، وما قد ابتلي به، قال: فخر ساجدًّا، قال: فبكى، قال: فمكث يبكي ساجدًّا أربعين يومًا لا يرفع رأسه إلا لحاجة منها، ثم يقع ساجدًّا يبكي، ثم يدعو حتى نبت العشب من دموع عينيه، قال: فأوحى إليه بعد أربعين يومًا: يا داود، ارفع رأسك فقد غفرت لك، فقال: يا رب كيف أعلم أنك قد غفرت لي وأنت حكم عدل لا تحيف في القضاء إذا جاءك أوريا يوم القيامة آخذا رأسه بيمينه أو بشماله تشخب أوداجه دمًا في قبل عرشك يقول: يا رب، سل هذا فيم قتلني؟ قال: فأوحى إليه: إذا كان ذلك دعوت أهريا فاستوهبك منه فيهبك لي فأثيبه بذلك الجنة قال: رب الآن علمت أنك قد غفرت لي" قال: فما استطاع أن يملأ عينيه من السماء حياءً من ربه حتى قُبض - صلى الله عليه وسلم -" (١).

٦ - عن الحسن: "أن داود جزَّأ الدهر أربعة أجزاء: يومًا لنسائه، ويومًا لعبادته، ويومًا لقضاء بني إسرائيل، ويومًا لبني إسرائيل يذاكرهم ويذاكرونه ويبكيهم ويبكونه، فلما كان يوم بني إسرائيل قال: ذاكروا فقالوا: هل يأتي على الإنسان يوم لا يصيب فيه ذنبًا؟ فأضمر داود في نفسه أنه سيطيق ذلك، فلما كان يوم عبادته أغلق أبوابه، وأمر أن لا يدخل عليه أحد، وأكب على التوراة، فبينما هو يقرؤها فإذا حمامة من ذهب فيها من كل لون حسن، قد وقعت بين يديه فأهوى إليها ليأخذها، قال: فطارت فوقعت غير بعيد من غير أن تؤيسه من نفسها، قال: فما زال يتبعها حتى أشرف على امرأة تغتسل، فأعجبه خلقها وحسنها، قال: فلما رأت ظله في الأرض جللت نفسها بشعرها، فزاده ذلك أيضًا إعجابًا بها، وكان قد بعث زوجها على بعض جيوشه، فكتب إليه أن يسير إلى مكان كذا وكذا، مكان إذا سار


(١) إسناده ضعيف. من طريق السدي، وهو مرسل من مراسيله، ومراسيله واهية، وقد أخرجه ابن جرير في تفسيره ٢٣/ ١٤٧، وفي تاريخه ١/ ٢٨٣، والحاكم في المستدرك ٣/ ٤٩٥ من طريق أسباط عن السدي.
وفيه: ١ - السدي: هو إسماعيل بن عبد الرحمن. سئل أبو زرعة عن إسماعيل السدي فقال: لين. الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٢/ ١٨٥. قال الذهبي: حسن الحديث. . قال أبو حاتم: لا يحتج به. . الكاشف ١/ ١٢٥. وقال ابن حجر: صدوق يهم، ورمى بالتشيع. التقريب ١/ ٥٢.
٢ - أسباط: هو ابن نصر الهمداني. قال ابن حجر: صدوق، كثير الخطأ، يغرب. التقريب ١/ ٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>