للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليه لم يرجع، قال: ففعل فأصيب فخطبها فزوجها - قال: وقال قتادة: بلغنا أنها أم سليمان - قال: فبينما هو في المحراب إذ تسور الملكان عليه، وكان الخصمان إذا أتوه يأتونه من باب المحراب، ففزع منهم حين تسوروا المحراب، فقالوا: {خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ} حتى بلغ: {وَلَا تُشْطِطْ} أي: لا تَمِلْ، {وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ} أي: أعدله وخيره، {إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً} - وكان لداود تسع وتسعون امرأة - {وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ} - قال: وإنما كان للرجل امرأة واحدة - {فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ} أي: ظلمني وقهرني، فقال: {لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ} وإلى قوله: {وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ} فعلم داود أنما صمد له؛ أي: عني به ذلك، {وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ}، قال: وكان في حديث مطر أنه سجد أربعين ليلة، حتى أوحى إليه: إني قد غفرت لك، قال: رب وكيف تغفر لي وأنت حكم عدل لا تظلم أحدًا؟ قال: إني أقضيك له، ثم أستوهبه دمك أو ذنبك، ثم أثيبه حتى يرضى، قال: الآن طابت نفسي وعلمت أنك قد غفرت لي" (١).

٨ - قال الحاكم: أخبرنا إسماعيل بن محمد الفقيه بالري، ثنا أبو حاتم محمد بن إدريس، أنبأ سليمان بن داود الهاشمي، ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس - رضي عنهما - قال: "ما أصاب داود ما أصابه بعد القدر إلا من عجبٍ عجب به من نفسه، وذلك أنه قال: يا رب ما من ساعة من ليل ولا نهار إلا وعابد من آل داود يعبدك يصلي لك، أو يسبح، أو يكبر وذكر أشياء، فكره ذلك، فقال: "يا داود


(١) أخرجها ابن جرير في تفسيره ٢٣/ ١٤٧، ١٤٨، وتاريخه ١/ ٢٨٣. والثعالبي في تفسيره ١١/ ٣٦٦ من طريق سعيد عن مطر به.
وفيه: ١ - مطر الوراق: صدوق كثير الخطأ؛ قاله الحافظ في التقريب ٢/ ٥٨٧.
٢ - سعيد: هو ابن أبي عروبة؛ قال الذهبي: قال أبو حاتم: هو قبل أن يختلط ثقة؛ الكاشف ١/ ٣٦٨. وقال الحافظ: كثير التدليس، واختلط؛ التقريب ١/ ٢١٠، وأخرجه عبد الرزاق (في تفسيره ٣/ ١١٤) عن معمر، عن عمرو بن عبيد به. وإسناده ضعيف جدًّا. عمرو متروك الحديث. وأخرجه ابن المبارك (في الزهد ٤٧٢) عن جرير بن حازم به، وجرير قال عنه الذهبي: ثقة، لما اختلط حجبه ولده؛ الكاشف ١/ ١٨١.
وقال الحافظ: له أوهام إذا حدث مِنْ حفظه؛ التقريب ١/ ٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>