للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعثه لأبي بكر بن حزم الأنصاري: انظر ما كان من حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاكتبه فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء، ولا تقبل إلا حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولتفشوا العلم، ولتجلسوا حتى يعلم من لا يعلم، فإن العلم لا يهلك حتى يكون سرًّا (١).

خلاصة ما مر:

١ - كتابة السنة كانت موجودة في عصر الصحابة والتابعين، وقلَّ تابعي لم يكن له كتاب.

٢ - تدوين السنة بمعنى جمعها وتصنيفها بدأ في نهاية القرن الهجري الأول.

٣ - أن التدوين المعني في الفقرة السابقة هو: التأليف والترتيب، وذلك ما عناه علماء الإسلام بقولهم: أول مَن دوّن السنن ابن شهاب الزهري، ولذا قال الحافظ في الفتح: وأول مَن دوّن الحديث ابن شهاب الزهري على رأس المائة بأمر عمر بن عبد العزيز ثم كثر التدوين، ثم التصنيف، وحصل بذلك خير كثير (٢).

٤ - أن جمع عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- قام على أسس الرواية الشفاهية، وهذا الجمع الذي جمعه الصحابة والتابعون.


(١) البخاري ١/ ٤٩، والدارمي في المقدمة (١/ ١٣٧)، والخطيب في تقييد العلم (١/ ١٠٥، ١٠٦).
(٢) فتح الباري ١/ ٢٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>