للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم". (١)

وقد أخرجه مسلم، من طريق ابن أبي ذئب، عن ابن شهاب بلفظ: وأمكم منكم قال الوليد بن مسلم فقلت لابن أبي ذئب إن الأوزاعي حدثنا عن الزهري فقال وإمامكم منكم قال بن أبي ذئب أتدري ما أمكم منكم قلت تخبرني قال فأمكم بكتاب ربكم. (٢)

وعن جابر - رضي الله عنه - في قصة الدجَّال. قال: "فينطلقون؛ فإذا هم بعيسى بن مريم - صلى الله عليه وسلم -؛ فتقام الصلاة، فيقال له: تقدم يا روح الله! فيقول: ليتقدم إمامكم فليصل بكم؛ فإذا صلى صلاة الصبح؛ خرجوا إليه. قال: فحين يرى الكذاب؛ ينماث كما ينماث الملح في الماء، فيمشي إليه فيقتله؛ حتى إن الشجرة والحجر ينادي: يا روح الله! هذا يهودي، فلا يترك ممن كان يتبعه أحدًا إلا قتله". (٣)

وقال أبو الحسن الأبدي في مناقب الشافعي تواترت الأخبار بأن المهدي من هذه الأمة، وأن عيسى يصلي خلفه ذكر ذلك ردًا للحديث الذي أخرجه ابن ماجه عن أنس وفيه ولا مهدي إلا عيسى، وقال أبو ذر الهروي حدثنا الجوزقي عن بعض المتقدمين قال معنى قوله وإمامكم منكم يعني أنه يحكم بالقرآن لا بالإنجيل.

وقال ابن التين معنى قوله: "وإمامكم منكم" أن الشريعة المحمدية متصلة إلى يوم القيامة وأن في كل قرن طائفة من أهل العلم، وهذا والذي قبله لا يبين كون عيسى إذا نزل يكون إمامًا، أو مأمومًا وعلى تقدير أن يكون عيسى إمامًا فمعناه أنه يصير معكم بالجماعة من هذه الأمة قال الطيبي المعنى يؤمكم عيسى حال كونه في دينكم ويعكر عليه قوله في حديث آخر عند مسلم فيقال له صلِّ لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة لهذه الأمة. وقال ابن الجوزي: لو تقدم عيسى إمامًا لوقع في النفس إشكال ولقيل أتراه تقدم


(١) أخرجه البخاري (٣٢٦٥)
(٢) أخرجه مسلم (١٥٥)
(٣) أخرجه أحمد في المسند (٣/ ٣٦٧) ثنا محمد بن سابق، ثنا إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله به. وهذا إسناد على شرط مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>