وقد رجح الإمام عبد الحميد الفراهي أن الاسم هو المروة بالميم الأصلية وتقديم الراء على الواو لكن حدث تحريف وتبديل لأصل الكلمة وقد بين ذلك.
والأمر الثاني الذي يكشفه لنا: هو تعيين المسمى بهذا الاسم فإن اليهود جعلوه لمكان هيكل سليمان والنصارى لمكان كنيسة القبر المقدس عندهم. ولكن الصحيح أن ذلك الموضع هو الذي في مساكن بني إسماعيل ولم يزل مشهورًا باسم المروة ويؤيد ذلك ما في صحفهم فإنه قد جاء في سفر القضاة (وَكَانَ جَيْشُ المدْيَانِيِّينَ شِمَالِيَّهُمْ عِنْدَ تَلِّ مُورَةَ فِي الْوَادِي)(القضاة ٧/ ٢: ١).
فتبين أن هذا تل مورة كان معسكر المديانيين ولا شك أن المديانيين هم العرب واسم مديان يطلق عليهم وعلى أرضهم وقد جاء التصريح بأن مديان هم الإسماعيليون (وَقَالَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ لجِدْعُونَ:"تَسَلَّطْ عَلَيْنَا أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنُ ابْنِكَ، لانكَ قَدْ خَلَّصتَنَا مِنْ يَدِ مِدْيَانَ". ٢٣ فَقَالَ لهمْ جِدْعُونُ:"لا أتسَلَّطُ أنا عَلَيْكُمْ وَلا يَتَسَلَّطُ ابْنِي عَلَيْكُمُ. الرَّبُّ يَتَسَلَّطُ عَلَيْكُمْ". ٢٤ ثُمَّ قَالَ لهمْ جِدْعُونُ:"أَطْلُبُ مِنْكُمْ طِلْبَةً: أَنْ تُعْطُوني كُلُّ وَاحِدٍ أَقْرَاطَ غَنِيمَتِهِ". لأنهُ كَانَ لَهُمْ أَقْرَاطُ ذَهَبٍ لأَنَّهُمْ إِسْمَاعِيلِيُّونَ) (القضاة ٨/ ٢٤: ٢٢).
فاتضح مما ذكرنا أن مورة كان في مساكن مديان وأن مديان هم بنو إسماعيل وأن أرض مديان في الحجاز على بحر قلزم (١).
قال د/ فتحي محمد الزغبي: وإذا كان كاتب سفر التكوين فد ذكر أن الجبل الذي أمر الله إبراهيم أن يذبح ابنه فوقه هو (جبل المريا) أو (أرض المريا) فإن مفسري العهد القديم وشراحه قد اختلفوا في تعيين هذا الجبل ومعرفته على سبيل التحديد جاء في كتاب (السنن القويم) أن معنى المريا إما (الرب علم) وإما (الرب معد أوراء).
فإن كان المعنى الثاني هو المقصود هنا فيكون المكان سمي المريا من الحادثة ويكون المعنى: المكان الذي فيه (الرب يعد أو يرى خروف المحرقة)، ورأى كثيرون من أكابر