للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معجزاته أي عجب، فقد مر يسوع عليه السلام بالشجرة وقد جاع، فقصدها، فلم يجد فيها سوى الورق. فقال: لا يخرج منك ثمرة إلى الأبد، فيبست الشجرة لوقتها، فتعجب التلاميذ" فَقَال لهَا: "لَا يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ! ". فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الحالِ. فَلمَّا رَأَى التَّلَامِيذُ ذلِكَ تَعَجَّبُوا قَائِلِينَ: "كَيْفَ يَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الحَالِ؟ " (متى ٢١/ ١٨ - ٢٢). فدل عجبهم على أنهم كانوا لا يدركون شيئًا مما تعتقده النصارى اليوم من ألوهية المسيح، وإلا فإن إيباس الإله للشجرة ليس فيه ما يدعو لأي عجب.

٨ - وهذا يوحنا المعمدان (يحيى) عليه السلام الذي لم تقم النساء عن مثله. (انظر متى ١١/ ١١)، يرسل إلى المسيح رسلًا بعد أن عمده ليسألوه "أَمَّا يُوحَنَّا فَلَمَّا سَمِعَ فِي السِّجْنِ بِأَعمالِ المسِيحِ، أَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلَامِيذِهِ، ٣ وَقَال لَهُ: "أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟ " ٤ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَال لهُمَا: "اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بَما تَسْمَعَانِ وَتَنْظُرَانِ: ٥ الْعُمْيُ يُبْصِرُونَ، وَالْعُرْجُ يَمْشُونَ، وَالْبُرْصُ يُطَهَّرُونَ، وَالصُّمُّ يَسْمَعُونَ، وَالموْتَى يَقُومُونَ، وَالْمسَاكِينُ يُبَشَّرُونَ. ٦ وَطُوبَى لمِنْ لَا يَعْثُرُ فِيَّ"." (متى ١١/ ٣ - ٦). فيحيى المعمداني عليه السلام مع جلالة أمره لم يظن في المسيح أنه أكثر من النبي المنتظر الذي كانت تنتظره بنو إسرائيل.

٩ - ولما جاءته المرأة السامرية ورأت قدراته وأعاجيبه: "قَالتْ لَهُ الْمرْأَةُ: "يَا سَيِّدُ، أَرَى أنَّكَ نَبِيٌّ! " (يوحنا ٤/ ١٩)، وما زادت على ذلك، فما وبخها ولا صحح لها معتقدها، فكان هذا معتقدًا يعتقده عامة الناس كما اعتقده تلاميذ المسيح وحواريوه.

١٠ - وهو ما قاله عنه الأعمى الذي شفاه المسيح ورأى برهان الله على نبوة هذا المبارك "فَقَالوا لَهُ: "كَيْفَ انْفَتَحَتْ عَيْنَاكَ؟ " ١١ أَجَابَ ذَاكَ وقَال: إِنْسَانٌ يُقَال لَهُ يَسُوعُ" (يوحنا ٩/ ١٠ - ١١)، لكن النصارى اعتقدوا في هذه الحادثة ما لم يعتقده ذاك الذي شفاه المسيح، والذي شهد له بالإنسانية فحسب.

١١ - وكذا الجموع التي رأته كثيرًا في أورشليم، وخرجت لاستقباله لما دخل أورشليم دخول الأبطال، هذه الجموع كانت تعتقد بشريته ونبوته "فقالت الجموع: هذا يسوع

<<  <  ج: ص:  >  >>