للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا .. إلى قوله: عَظِيمًا}. قالت: فقلت: ففي أي هذا أستأمر أبوي؛ فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة. قالت: ثم فعل أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل ما فعلت. (١)

٥ - ثم كيف هي تحافظ على راحة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى وهي تتألم وذلك عندما تأخر الجيش أثناء البحث عن عقدها فنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فخذها، فجاء أبو بكر يطعنها في خاصرتها ويعنفها وهي لا يمنعها من التحرك إلا مكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منها. كما قالت عائشة رضي الله عنها: فعاتبني أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول وجعل يطعنني بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فخذي، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أصبح على غير ماء فأنزل الله آية التيمم فتيموا، فقال أسيد بن التحضير: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر. قال: فبعثنا البعير الذي كنت عليه فأصبنا العقد تحته. (٢)

٦ - ولقد كانت ترضى بالقليل ابتغاء مرضاة الله ولا تشكوا، وهذا من حسن أخلاقها مع من كانت أحب الناس إليه - صلى الله عليه وسلم -.

فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: ما شبع آل محمد - صلى الله عليه وسلم - منذ قدم المدينة من طعام البر ثلاث ليال تباعًا حتى قبض (٣). وهي حين تخبرنا بذلك لا تشكوا ولكن تخبر من أجل التأسي بمثل ما كانوا عليه من الصبر، والرضا والتحذير من الكنز، ويؤيد ذلك الرواية الأخرى.

عن عبد الرحمن بن عابس عن أبيه قال: قلت لعائشة: أنهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تؤكل لحوم الأضاحي فوق ثلاث؟ قالت: ما فعله إلا في عام جاع الناس فيه فأراد أن يطعم الغني الفقير وإن كنا لنرفع الكراع فنأكله بعد خمس عشرة قيل ما اضطركم إليه؟ فضحكت قالت: ما شبع آل محمد - صلى الله عليه وسلم - من خبز بر مأدوم ثلاثة أيام حتى لحق بالله (٤). وبعد هذه الروايات الصحيحة الواضحة في التصريح والدلالة على حسن خلق السيدة عائشة مع


(١) البخاري (٤٥٠٨)، ومسلم (١٤٧٥).
(٢) البخاري (٣٣٤)، ومسلم (٣٦٧).
(٣) البخاري (٥٤١٦)، ومسلم (٢٩٧٠) واللفظ له.
(٤) البخاري (٥٤٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>