وخوّف ورهّب من تزوج بأكثر من واحدة لمن لم يعدل بينهن: عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من كان له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة أحد شقيه مائل" أخرجه النسائي (٣٩٤٢)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (١٩٤٩). - إقرار نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- بفضل عائشة: ولذلك ورد عن أكثر من واحدة منهن الإهداء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في يوم عائشة، قال الطيبي: في قصة إهداء زينب التي رواها أنس: إنما أبهمت عائشة تفخيمًا لشأنها، وإنه مما لا يخفي ولا يلتبس أنها هي؛ لأن الهدايا إنما كانت تهدى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في بيتها. سابعًا: ويحتمل أن ذلك منهن غيرة من عائشة إذ الغيرة قاسم مشترك بين جميع النساء. والله أعلم. قال البدر العيني: ويقال إنما لم يؤدبها ولو بالكلام؛ لأنه فهم أن المُهدية كانت أرادت بإرسالها ذلك إلى بيت عائشة أذاها والمظاهرة عليها، فلما كسرتها لم يزد على أن قال: "غارت أمكم". عمدة القاري باب: إذا كسر - قصعة أو شيئًا لغيره. تاسعًا: احترام مشاعر الضيف حيث قال: "غارت أمكم" وهو يبتسم ويأمرهم بالأكل، ولم ينشغل بغير إكرام الضيف الذي عمدته الطعام وطلاقة الوجه، ومعلوم أنه لو أحدث نزاعًا مع أهله في وجود الضيف لكان ذلك مؤذيًا له، وربما لا يعود عندما يعلم أن النزاع كان بسببه. عاشرًا: أن تصرف النبي -صلى الله عليه وسلم- مع أم سلمة فيه شيء من الداراة لها ولا عيب في ذلك، وعليه أورده ابن أبي الدنيا في (كتاب المداراة) باب: مداراة الرجل زوجته وحسن معاشرته إياها. الحادي عشر: وفيه مداعبة لعائشة، ولذلك أورده ابن أبي الدنيا في (كتاب العيال) باب: ملاعبة الرجل أهله. الثاني عشر: تواضع النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قام بجمع الطعام بيديه كما في بعض روايات الحديث. الثالث عشر: ومنها التجرد من حظوظ النفس وهو أمر لا يقدر عليه إلا من أعطاه الله قوةً وعزمًا: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (٣٤) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (٣٥)}. (فصلت: ٣٤، ٣٥). الرابع عشر: الحلم وهو زين ومن زينة الرجال. الخامس عشر: غض الطرف عن الهفوة والزلة والخطأ غير المقصود.