للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ الله". وهذا واضح وصريح في قوله وأنا إنسان!

٦ - قوله (٨: ٥٤): "أَجَابَ يَسُوعُ: "إِنْ كُنْتُ أُمَجِّدُ نَفْسِي فَلَيْسَ مَجْدِي شَيْئا. أَبِي هُوَ الَّذِي يُمَجِّدُنِي، الَّذِي تَقُولُونَ أَنْتُمْ إِنَّهُ إِلهُكُمْ". فلو كان إلها فلم لا يمجد نفسه؟

٧ - قوله (٨: ٥٩): "فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مُجْتازًا فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هكَذَا". فلو كان إلهًا لماذا هرب منهم واختفى؟

٨ - ولما طلى عين الأعمى بالطين وأمره بالاغتسال، ففعل وانفتحت عيناه وسأله اليهود عن عيسى فقال كما جاء في إنجيل يوحنا (٩: ١٧) "قالوا أيضًا للأعمى ماذا تقول أنت عنه من حيث أنه فتح عينيك فقال أنه نبي".

فها هو الأعمى قد صرح بأنه نبي، كل هذا في سياق هذه المناظرة التي اجتزؤا منها قوله؛ إنه ليس من هذا العالم لأنه من فوق، وليس فيها تصريح بأنه إله، وفي هذه النصوص التصريح بأنه نبي إنسان مرسل.

٣ - وأما النازلون على الحقيقة من السماء فهم كثر، ولا تعتبر النصارى أيا منهم آلهة، منهم الملائكة، "لأن ملاك الرب نزل من السماء" (متى ٢٨/ ٢). وكذا صعد أخنوخ إلى السماء "وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ الله، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ الله أَخَذَهُ." (التكوين ٥/ ٢٤)، ومن المعلوم أن "وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلَّا الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ." (يوحنا ٣/ ١٣)، فأخنوخ مثله، ولا يقولون بألوهيته. وكذا إيليا صعد إلى السماء" فَصَلَتْ بَيْنَهُمَا، فَصَعِدَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ." (الملوك (٢) ٢/ ١١). كما تذكر الأناجيل أن التلاميذ، هم أيضًا مولودون من فوق أو من الله، أي هم مؤمنون به، ففي يوحنا: "وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلَادَ الله، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ" (يوحنا ١/ ١٢). فالمقصود بالولاد، الولاد الروحي، بحيث يتغير قلب الإنسان الخاطئ تغيرًا عظيمًا كاملًا مستمرًا، كأنه ولد ثانية، ويحدث ذلك عند توبته وإيمانه. والمؤمنون بالمسيح عليه السلام مولودون من فوق بما أعطاهم الله من الإيمان، فهم كسائر المؤمنين كما قال

<<  <  ج: ص:  >  >>