للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبشرتها بتحريم القبطية، فقالت له عائشة: أما يومي فتعرس فيه بالقبطية، وأما سائر نسائك فتسلم لهن أيامهن! فأنزل الله: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا}، لحفصة، {فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (٣) إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} يعني عائشة وحفصة، {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ} يعني حفصة وعائشة، {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (٤) عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ} الآية. فتركهن رسول الله، -صلى الله عليه وسلم- تسعًا وعشرين ليلة ثم نزل: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} فأمر فكفر يمينه وحبس نساءه عليه (١).

الرواية الرابعة: عن ابن عباس في قوله: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} قال: دخلت حفصة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في بيتها وهو يطأ مارية فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تخبري عائشة حتى أبشرك ببشارة أن أباك يلي الأمر من بعد أبي بكر إذا أنا مت" فذهبت حفصة فأخبرت عائشة، فقالت عائشة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من أنبأك هذا؟ قال: {نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ} فقالت عائشة: لا أنظر إليك حتى تحرم مارية فحرمها فأنزل الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ} (٢)


(١) أخرجه ابن سعد ٨/ ١٦٨ من طريق الواقدي قال: حدثنا عمر بن عقبة عن شعبة قال: سمعت ابن عباس وذكره وهي رواية ساقطة لتفرد الواقدي بهذا السياق، وشيخه عمر بن عقبة لم أجد له ترجمة، وشعبة مولى ابن عباس: قال يحيى بن سعيد القطان: فقلت لمالك بن أنس ما تقول في شعبة مولى ابن عباس، فقال: لم يكن يشبه القراء، وله أحاديث كثيرة ولا يحتج به كما في الطبقات الكبرى (٥/ ٢٩٤) وقال الجوزجاني، والنسائي، وأبو حاتم: ليس بقوي، وقال أبو زرعة، والساجي: ضعيف، وقال ابن حبان: روى عن ابن عباس ما لا أصل له حتى كأنه ابن عباس آخر. تهذيب التهذيب (٤/ ٣٠٣)
(٢) منكر. أخرجه الطبراني في الكبير (١٢٦٤٠)، من طريق إبراهيم بن نائلة الأصبهاني قال: حدثنا إسماعيل البجلي، حدثنا أبو عوانة، عن أبي سنان، عن الضحاك، عن ابن عباس به. وقال ابن كثير: إسناده فيه نظر، وهذا بيانه:
إسماعيل بن عمرو البجلي: قال ابن عدي: حدث بأحاديث لا يتابع عليها، وضعفه أبو حاتم والدارقطني ولما ذكره ابن حبان في الثقات قال: يغرب كثيرًا وقال أبو الشيخ في الطبقات: غرائب حديثه تكثر، وقال الأزدي: منكر الحديث، وقال العقيلي نحوه، وزاد ويحمل على من لا يحتمل. لسان الميزان (١٣٢٣).=

<<  <  ج: ص:  >  >>