للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجواب على هذه الشبهة أن الرواية منكرة كما في الحاشية. وقد سبق بيان ذلك مفصلًا في شبهة مستقلة.

الرواية الخامسة: عن ابن عباس قال: قلت لعمر بن الخطاب: من المرأتان؟ قال: عائشة وحفصة وكان بدء الحديث في شأن أم إبراهيم مارية القبطية أصابها النبي -صلى الله عليه وسلم- في بيت حفصة في نوبتها فوجدت حفصة فقالت: يا نبي الله لقد جئت إلي شيئًا ما جئت إلى أحد من أزواجك في يومي وفي دوري وعلى فراشي قال: ألا ترضين أن أحرمها فلا أقربها قالت: بلى فحرمها، وقال: "لها لا تذكري ذلك لأحد" فذكرته لعائشة فأظهره الله عليه فأنزل الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ} الآيات كلها فبلغنا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كفر عن يمينه وأصاب جاريته. (١)

والجواب عن هذه: أن هذه القصة مدرجة عند ابن إسحاق في حديث ابن عباس عن عمر كما قال الحافظ في الفتح (٢)، وعليه فهي لا تصح ولا متمسك لهم فيها.

الرواية السادسة: عن ابن عباس قال: كنت أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن قول الله عزَّ وجلَّ وإن تظاهرا عليه فكنت أهابه، حتى حججنا معه حجة فقلت: لئن لم أسأله في هذه الحجة لا أسأله فلما قضينا حجنا أدركناه وهو ببطن مرو قد تخلف لبعض حاجته فقال: مرحبًا يا بن عم رسول الله، ما حاجتك، قلت: شيء كنت أريد أن أسألك عنه يا أمير المؤمنين فكنت أهابك فقال: سلني عم شئت، فإنا لم نكن نعلم شيئًا حتى تعلمنا، فقلت: أخبرني عن قول الله عزَّ وجلَّ {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ} من هما؟ فقال: لا تسأل أحدًا أعلم بذلك مني، كنا بمكة لا تكلم


= وكذلك في الإسناد انقطاع لأن الضحاك بن مزاحم كان شعبة ينكر أن يكون لقي ابن عباس وقال الهيثمي: لم يسمع من ابن عباس، وعليه فهذا حديث منكر.
(١) أخرجها ابن جرير في التفسير (١٢/ ١٤٧) من طريق سعيد بن يحيى حدثنا أبي، حدثنا محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس به. وهي مدرجة، وفي الإسناد عنعنة محمد بن إسحاق وهو مدلس.
(٢) الفتح ٨/ ٦٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>