للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتبعونه، فيعطيهم الحياة الأبدية، أي الجنة، ولن يستطيع أحد أن يخطفها منه (أي يبعدها عن طريقه وهدايته) لأنها هبة الله التي أعطاه إياها، ولا يستطيع أحد أن يسلبها من الله الذي هو أعظم من الكل، فالله والمسيح يريدان لها الخير، فالوحدة وحدة الهدف لا الجوهر. لكن اليهيود في رواق سليمان، كان فهمهم لكلام المسيح سقيما - أشبه ما يكون بفهم النصارى له - لذا "تناول اليهود أيضًا حجارة ليرجموه .. لسنا نرجمك لأجل عمل حسن، بل لأجل تجديف، فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهًا". فعرف المسيح عليه السلام خطأ فهمهم لكلامه، واستغرب منهم، كيف فهموا هذا الفهم وهم يهود يعرفون لغة الكتب المقدسة في التعبير المجازي فأجابهم: "أليس مكتوبا في ناموسكم: أَنَا قُلْتُ: إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ " ومقصود ما جاء في مزامير داود: أَنَا قُلْتُ: إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعِليِّ كُلُّكُمْ." (المزمور ٨٢/ ٦). أي: فكيف تستغربون بعد ذلك مثل هذه الاستعارات، وهي معهودة في كتابكم الذي جعل بني إسرائيل آلهة بالمعنى المجازي للكلمة؟ ! فالمسيح أولى بهذه الألوهية المجازية من سائر بني إسرائيل "فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالمِ، أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ، لأَنِّي قُلْتُ: إِنِّي ابْنُ الله؟ ٣٧ إِنْ كُنْتُ لَسْتُ أَعْمَلُ أَعْمَال أَبِي فَلَا تُؤْمِنُوا بِي. (يوحنا ١٠/ ٣٧: ٣٦).

والنص في نسخة الرهبانية اليسوعية أكثر وضوحا، وفيه: "أجابهم يسوع: ألم يكتب في شريعتكم: قلت: إنكم آلهة؟ فإذا كانت الشريعة تدعو آلهة من ألقيت إليهم كلمة الله .. فكيف تقولون للذي قدسه الآب وأرسله إلى العالم: أنت تجدف، لأني قلت: إني ابن الله". يقول الأب متى المسكين تعليقًا على هذه الفقرة: "المسيح يستشهد بالمزمور الثاني والثمانين: (الله قائم في مجمع الله، في وسط الآلهة يقضي .. أنا قلت إنكم آلهة، وبنو العلي كلكم)، فالوحي الإلهي هنا يعطي صفة الآلهة للمجمع الذي يجتمع على الحكم على أساس الحكم


= التي لا تصح فيها التفسيرات الحرفية، فكيف الحال والإصحاح بين أيدينا يتحدث عن معان مجازية. انظر: علم اللاهوت النظامي، جيمس أنس، ص (٧١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>