بكلمة الله .. يأتي ردا على ادعائهم أن كون المسيح إلها يعتبر تجديفا، في حين أن كل الذين صارت إليهم كلمة الله يدعون في الناموس آلهة" (١). وهكذا وبهذا الشاهد من المزامير صحح المسيح عليه السلام لليهود ثم للنصارى الفهم السيئ والحرفي لوحدته مع الآب.
وهذا الأسلوب في التعبير عن وحدة الهدف والمشيئة معهود في النصوص خاصة في إنجيل يوحنا.
١ - فهو يقول عن التلاميذ على لسان المسيح: "لِيَكُون الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أيضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي. ٢٢ وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ المَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ، وَلِيَعْلَمَ الْعَالمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي، وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي." (يوحنا ١٧/ ٢٠ - ٢٣)، فالحلول في المسيح والتلاميذ حلول معنوي فحسب، وإلا لزم تأليه التلاميذ، فكما المسيح والآب واحد، فإن التلاميذ والمسيح والآب أيضًا واحد، أي وحدة الهدف والطريق، لا وحدة الذوات، فإن أحدا لا يقول باتحاد التلاميذ ببعضهم أو باتحاد المسيح فيهم بذاته.
٢ - وفي موضع آخر ذكر نفس المعنى فقال عن التلاميذ: "أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ، احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ." (يوحنا ١٧/ ١١)، أي كما وحدتنا هي وحدة هدف لتكن وحدتهم بنا كذلك.