٦ - ومثله قول المسيح عليه السلام لتلاميذه: أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ." (يوحنا ١٥/ ٥)، أي من يحبني ويطيعني ويؤمن بي فهذا يأتي بثمر كثير.
٧ - والمعنى الصحيح لقوله: "لكي تعرفوا وتؤمنوا أن الآب في، وأنا فيه" (يوحنا ١٠/ ٣٨) أي أن الله يكون في المسيح، أي بمحبته وقداسته وإرشاده وتسديده، لا بذاته المقدسة التي لا تحل في الهياكل "العلي لا يسكن في هياكل مصنوعات الأيادي" (أعمال ٧/ ٤٨).
٨ - وقد تكرر هذا الأسلوب في التعبير عن وحدة الهدف والمشيئة في نصوص كثيرة، منها قول بولس: "أَنَا غَرَسْتُ وَأَبُلُّوسُ سَقَى، لكِنَّ الله كَانَ يُنْمِي. ٧ إِذًا لَيْسَ الْغَارِسُ شَيْئًا وَلَا السَّاقِي، بَلِ الله الَّذِي يُنْمِي. ٨ وَالْغَارِسُ وَالسَّاقِي هُمَا وَاحِدٌ، وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ سَيَأْخُذُ أُجْرَتَهُ بِحَسَبِ تَعَبِهِ. ٩ فَإِنَّنَا نَحْنُ عَامِلَانِ مَعَ الله، وَأَنْتُمْ فَلَاحَةُ الله، بِنَاءُ الله." (كورنثوس (١) ٣/ ٩ - ٦)، فوحدة بولس مع أبلوس وحدة الهدف المشترك، لا الجوهر والذات.
٩ - ومثله جاء في التوراة في وصف الزوجين "يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا" (التكوين ٢/ ٢٤) أي الجسد الواحد، لا أن ذاتهما قد أضحت واحدة، وعليه لا يصح الفهم الظاهري السطحي لقوله: "وَقَال: مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا." (متى ١٩/ ٥)، ومثله سواء بسواء قول المسيح: "أنا والآب واحد".
١١ - ومثله الرمز لوحدة الهدف والغاية بين التلاميذ باستعارة لفظ يدل ظاهره على وحدة الجسد، وليس مقصودًا، وذلك في قوله: "هكَذَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ: جَسَدٌ وَاحِدٌ فِي المُسِيحِ، وَأَعْضَاءٌ بَعْضًا لِبَعْضٍ." (رومية ١٢/ ٥)، ونحوه في قوله: "أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ