٥ - عن ابن عون قال: بلغ عمر بن الخطاب قتله مالك بن نويرة وتزوجه امرأته، فقال لأبي بكر: إنه قد زنى، فارجمه، فقال أبو بكر: ما كنت لأرجمه، تأول فأخطأ قال: فإنه قد قتل مسلمًا، فاقتله. قال: ما كنت لأقتله به، تأول فأخطأ. قال: فاعزله، قال: ما كنت لأشيم سيفًا سله الله عليهم أبدًا. وكان مالك بن نويرة يسمى الجفول. (١)
٦ - عن ابن إسحاق، في قصة عدي بن حاتم - رضي الله عنه -: أمَّره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صدقات قومه، فتوفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد اجتمعت عنده إبل عظيمة من صدقاتهم، فلما ارتد من ارتد من الناس وبلغهم أنهم قد ارتجعوا صدقاتهم، وارتدت بنو أسد وهم جيرانهم، اجتمعت طيئ إلى عدي بن حاتم، وذكر القصة قال: فلما رأوا منه الجد كفوا عنه وسلموا له، فلما اجتمع المسلمون على أبي بكر - رضي الله عنه - خرج بها، فكانت أول إبل من الصدقة قدمت على أبي بكر - رضي الله عنه - هي، وإبل الزبرقان بن بدر.
قال ابن إسحاق: وكان من حديث الزبرقان بن بدر السعدي، أن بني سعد اجتمعوا إليه، فسألوه أن يرد إليهم أموالهم، وأن يصنع بهم ما صنع مالك بن نويرة بقومه، فأبى وتمسك بما في يده، وثبت على إسلامه، وقال: لا تعجلوا يا قوم، فإنه -والله- ليقومن بهذا الأمر قائم بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فذكر قصة قال: فدفعهم عن نفسه حتى أتاه اجتماع الناس على أبي بكر - رضي الله عنه -، فخرج بها، وقد تفرق القوم عنه ليلًا ومعه الرجال يطردونها، فما علموا به حتى أتاهم أنه قد أداها إلى أبي بكر - رضي الله عنه -، فكانت هذه الإبل التي قدم بها الزبرقان وعدي بن حاتم أول إبل وافت أبا بكر - رضي الله عنه - من إبل الصدقة بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قال ابن إسحاق: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث عدي بن حاتم - رضي الله عنه - على صدقات طيئ، والزبرقان بن بدر على صدقات بني سعد، وطليحة بن خويلد على صدقات بني أسد، وعيينة بن حصن على صدقات بني فزارة، ومالك بن نويرة على صدقات بني يربوع، والفجاءة على صدقات بني سليم، فلما بلغهم وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وعندهم أموال كثيرة ردوها
(١) إسناده ضعيف. أخرجه ابن سعد في الجزء المتمم لطبقات ابن سعد (١/ ٣٧٥) من طريق الواقدي عن عبد الله بن جعفر، عن ابن عون به. قلت: وإسناده ضعيف من أجل الواقدي.