للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بني يربوع وإن كان ملك فالملك ملككم فأرسلت إلى بني مالك بن حنظلة تدعوهم إلى الموادعة فخرج عطارد بن حاجب وسروات بني مالك حتى نزلوا في بني العنبر على سبرة بن عمرو هرابًا قد كرهوا ما صنع وكيع وخرج أشباههم من بني يربوع حتى نزلوا على الحصين بن نيار في بني مازن وقد كرهوا ما صنع مالك فلما جاءت رسلها إلى بني مالك تطلب الموادعة، أجابها إلى ذلك وكيع، فاجتمع وكيع، ومالك، وسجاح، وقد وادع بعضهم بعضًا، واجتمعوا على قتال الناس، وقالوا: بمن نبدأ بخضم، أم ببهدى، أم بعوف، والأبناء، أم بالرباب؟ وكفوا عن قيس لما رأوا من ترده وطمعوا فيه، فقالت: أعدوا الركاب واستعدوا للنهاب ثم أغيروا على الرباب فليس دونهم حجاب، قال: وصمدت سجاح للأحفار حتى تنزل بها، وقالت لهم: أن الدهناء حجاز بني تميم ولن تعدو الرباب إذا شدها المصاب أن تلوذ بالدجاني والدهاني فلينزلها بعضكم، فتوجه الجفول -يعني مالك بن نويرة- إلى الدجاني فنزلها (١).

١٠ - عن الصعب بن عطية بن بلال، قال: لما انصرفت سجاح إلى الجزيرة ارعوى مالك بن نويرة وندم وتحير في أمره وعرف وكيع وسماعة قبح ما أتيا فرجعا رجوعًا حسنًا ولم يتجبرا أخرجا الصدقات، فاستقبلا بها خالدًا، فقال خالد: ما حملكما على موادعة هؤلاء القوم؟ فقالا: ثأر كنا نطلبه في بني ضبة، وكانت أيام تشاغل وفرص، وقال وكيع في ذلك:

فلا تحسبنا أني رجعت وأنني منعت وقد تحنى إلى الأصابع

ولكنني حاميت عن جل مالك ولاحظت حتى أكحلتني الأخادع

فلما أتانا خالد بلوائه تخطت إليه بالبطاح الودائع.

ولم يبق في بلاد بني حنظلة شيء يكره إلا ما كان من مالك بن نويرة ومن تأشب إليه بالبطاح فهو على حاله متحير شج (٢).


(١) تاريخ الطبري (٢/ ٤٩٦)، (٢/ ٤٩٧)، (٢/ ٤٩٥). وإسناده ضعيف فيه سيف بن عمر وقد تقدم.
(٢) إسناده ضعيف. أخرجه الطبري في تاريخه (٢/ ٥٠١). قال: كتب إلى السري عن شعيب، عن سيف، عن الصعب بن عطية، وفيه سيف بن عمر سبق الكلام عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>