للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١١ - عن القاسم، وعمرو بن شعيب قالا: لما أراد خالد السير خرج من ظفر وقد استبرأ أسدًا وغطفان وطيئا وهوازن، فسار يريد البطاح دون الحزن وعليها مالك بن نويرة وقد تردد عليه أمره، وقد ترددت الأنصار على خالد وتخلفت عنه، وقالوا: ما هذا بعهد الخليفة إلينا؛ إن الخليفة عهد إلينا إن نحن فرغنا من البزاخة واستبرأنا بلاد القوم أن نقيم حتى يكتب إلينا، فقال خالد: إن يك عهد إليكم هذا فقد عهد إليَّ أن أمضي وأنا الأمير وإلي تنتهي الأخبار ولو أنه لم يأتني له كتاب ولا أمر ثم رأيت فرصة فكنت إن أعلمته فأتتني لم أعلمه حتى أنتهزها وكذلك لو ابتلينا بأمر ليس منه عهد إلينا فيه لم ندع أن نرى أفضل ما بحضرتنا ثم نعمل به وهذا مالك بن نويرة بحيالنا، وأنا قاصد إليه ومن معي من المهاجرين والتابعين بإحسان ولست أكرهكم، ومضى خالد وندمت الأنصار وتذامروا وقالوا: إن أصاب القوم خيرًا إنه لخير حرمتموه، وإن أصابتهم مصيبة ليجتنبكم الناس فأجمعوا اللحاق بخالد وجردوا إليه رسولًا، فأقام عليهم حتى لحقوا به ثم سار حتى قدم البطاح فلم يجد به أحدًا. (١)

١٢ - عن سويد بن المثعية الرياحي قال: قدم خالد بن الوليد البطاح فلم يجد عليه أحدًا ووجد مالكًا قد فرقهم في أموالهم ونهاهم عن الاجتماع حين تردد عليه أمره، وقال: يا بني يربوع إنا قد كنا عصينا أمراءنا إذ دعونا إلى هذا الدين وبطأنا الناس عنه فلم تفلح ولم تنجح، وإني قد نظرت في هذا الأمر فوجدت الأمر يتأتى لهم بغير سياسة، وإذا الأمر لا يسوسه الناس، فإياكم ومناوأة قوم صنع لهم فتفرقوا إلى دياركم وادخلوا في هذا الأمر فتفرقوا على ذلك إلى أموالهم، وخرج مالك حتى رجع إلى منزله، ولما قدم خالد البطاح بث السرايا، وأمرهم بداعية الإسلام، وأن يأتوه بكل من لم يجب وإن امتنع أن يقتلوه، وكان مما أوصى به أبو بكر إذا نزلتم منزلًا فأذنوا وأقيموا فإن أذن القوم وأقاموا فكفوا عنهم، وإن لم يفعلوا فلا شيء إلا الغارة ثم تقتلوا كل قتلة الحرق فما سواه، وإن أجابوكم إلى داعية الإسلام فسائلوهم فإن أقروا بالزكاة فاقبلوا منهم، وإن أبوها فلا شيء إلا الغارة


(١) أخرجه الطبري في تاريخه (٢/ ٥٠١)، قال: كتب إلى السري عن شعيب، عن سيف، عن سهل، عن القاسم وعمرو بن شعيب به، فيه سيف بن عمر ضعيف وقد سبق الكلام عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>