للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله وَرَسُولُهُ، وَأَمَّا خَالِدٌ فَإِنَّكُمْ تَظْلِمُونَ خَالِدًا، قَدِ احْتبَسَ أَدْرَاعَهُ وَأَعْتُدَهُ في سَبِيلِ الله، وَأَمَّا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ المطَّلِبِ فَعَمُّ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَهْىَ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ وَمِثْلُهَا مَعَهَا" (١).

٤ - تكريم النبي - صلى الله عليه وسلم - له ببيان فضله: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى إِذَا كُنَّا تَحْتَ ثَنِيَّةِ لَفْتٍ طَلَعَ عَلَيْنَا خَالِدُ بْنُ الْوَليدِ مِنَ الثَّنِيَّةِ فَقَالَ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لأَبِي هُرَيْرَةَ: "انْظُرْ مَنْ هَذَا". قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: خَالِدُ بْنُ الْوَليدِ. فَقَالَ رَسُولُ الله: "نِعْمَ عَبْدُ الله هَذَا" (٢).

٥ - سماحة خالد - رضي الله عنه -: عَنْ عَبْدِ المُلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: اسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الجرَّاحِ عَلَى الشَّامِ، وَعَزَلَ خَالِدَ يْنَ الوَلِيدِ، قَالَ: فَقَالَ خَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ: بُعِثَ عَلَيْكُمْ أَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "أَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجرَّاحِ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "خَالِدٌ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ الله وَنِعْمَ فتى الْعَشِيرَةِ" (٣).

٦ - من فضائله: عَنْ عَبْدِ الله بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - جَيْشًا اسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ، وَقَالَ: "فَإِنْ قُتِلَ زَيْدٌ، أَوِ اسْتُشْهِدَ فَأَمِيرُكُمْ جَعْفَرٌ، فَإِنْ قُتِلَ أَوِ اسْتُشْهِدَ فَأَمِيرُكُمْ عَبْدُ الله بْنُ رَوَاحَةَ"، فَلَقُوا الْعَدُوَّ فَأَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ؛ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ جَعْفَرٌ؛ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَهَا عَبْدُ الله بْنُ رَوَاحَةَ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَفَتَحَ الله عَلَيْهِ، وَأَتَى خَبَرُهُمُ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فَخَرَجَ إِلَى النَّاسِ فَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: "إِنَّ إِخْوَانَكُمْ لَقُوا الْعَدُوَّ، وَإِنَّ زيدًا أَخَذَ الرَّايَةَ؛ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ أَوِ اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ بَعْدَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؛ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ أَوِ استُشْهِدَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ عَبْدُ الله بْنُ رَوَاحَةَ، فَقَاتَلَ حَتَى قُتِلَ أَوِ اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ الله خَالِدُ بْنُ الْوَليدِ فَفَتَحَ الله عَلَيْهِ". (٤)


(١) البخاري (١٣٩٩)، مسلم (٩٨٣).
(٢) أخرجه الترمذي (٣٨٤٦)، وأحمد (٢/ ٣٦٠)، وصححه الألباني في الصحيحة (٦٢٣٧ - ١٨٢٦).
(٣) أخرجه أحمد (٤/ ٩٠)، وقال الألباني: ورجاله كلهم ثقات رجال. الشيخين إلا أن عبد الله لم يدرك عمر - رضي الله عنه - فإنه ولد لثلاث سنين بقين من خلافة عثمان - رضي الله عنه -، لكن للحديث شواهد يتقوى بها، انظر: السلسلة الصحيحة (١٢٣٧)، والمشكاة (٦٢٥٧).
(٤) أخرجه البخاري (٣٥٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>