للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧ - صدعه بكلمة الحق: عَنْ خَالِدِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، قَالَ: تَنَاوَلَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجرَّاحِ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ بِشَيْءٍ، فَكَلَّمَهُ فِيهِ خَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ، فَقِيلَ لَهُ: أَغْضَبْتَ الأَمِيرَ، فَقَالَ خَالِدٌ: إِنِّي لَمْ أُرِدْ أَنْ أُغْضِبَهُ، وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَشَدُّهُمْ عَذَابًا لِلنَّاسِ فِي الدُّنْيَا". (١)

٨ - استسلام خالد للأوامر بالرغم من كره نفسه لها:

عَنْ عَزْرَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ خَالِدِ بنِ الوَلِيدِ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، حِينَ ألقَى الشَّامَ بَوَانِيَهُ، بَثْنِيَةً وَعَسَلًا (وَشَكَّ عَفَّانُ مَرَّةً قَالَ: حِينَ ألقَى الشَّامَ كَذَا وَكَذَا) فَأَمَرَنِي أَنْ أَسِيرَ إِلَى الْهِنْدِ، وَالْهِنْدُ فِي أنفُسِنَا يَوْمَئِذٍ الْبَصْرَةُ، قَالَ: وَأَنَا لِذَلِكَ كَارِهٌ، قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ لِي: يَا أبَا سُلَيْمَانَ، اتَّقِ الله، فَإِنَّ الْفِتَنَ قَدْ ظَهَرَتْ، قَالَ: فَقَالَ: وَابْنُ الْخَطَّابِ حَيٌّ، إِنَّمَا تَكُونُ بَعْدَهُ. (٢)

٩ - خالد - رضي الله عنه - يحب أن يُقاتل من كان منافقًا في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -:

عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: جَاءَ رَجُلٌ كَثُّ اللِّحْيَةِ مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ نَاتِئُ الجبِينِ مَحْلُوقُ الرَّأْسِ، فَقَالَ: اتَّقِ الله يَا مُحَمَّدُ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "فَمَنْ يُطِعِ الله إِنْ عَصَيْتُهُ! أيَأْمَنُنِي عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ وَلَا تَأْمَنُونِي"، قَالَ: ثُمَّ أَدْبَرَ الرَّجُلُ فَاسْتَأْذَنَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ في قَتْلِهِ يُرَوْنَ أَنَّهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ


(١) أخرجه الحُمَيْدِي (٥٦٢)، وأحمد (٤/ ٩٠)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (١٤٤٢).
(٢) أخرجه أحمد (٤/ ٩٠)، والطبراني (٣٨٤١). قال الألباني في السلسلة الصحيحة (٢/ ٤٢٦): سنده حسن في المتابعات والشواهد، (بوانيه) أي: خيره وما فيه من السعة والنعمة و (البواني) في الأصل: أضلاع الصدر وقيل الأكتاف، والقوائم الواحدة: (بانية) كما في النهاية. (بثنية) قال ابن الأثير: البثنية: خطة منسوبة إلى (البثنة) وهي ناحية من رستاق دمشق. وقيل: هي الناعمة اللينة، من الرملة اللينة، يقال لها: بثنة. وقيل: هي الزبدة، أي صارت كأنها زبدة وعسل، لأنها صارت تجبى أموالها من غير تعب -ألقى الشام بوانيه- إنما هو مثل يقال للإنسان إذا اطمأن بالمكان واجتمع له أمره قد ألقى بوانيه، وكذلك يقال ألقى أرواقه وألقى عصاه، وقوله: (صار بثنية وعسلًا) فيه قولان، يقال البثنية حنطة منسوبة إلى بلاد معروفة بالشام من أرض دمشق يقال لها البثنية، والقول الآخر أراد بالثنية اللينة وذلك أن الرملة اللينة يقال لها بثنة وتصغيرها بثينة وبها سميت المرأة بثنية، فأراد خالد أن الشام لما أطمأن وذهبت شوكته وسكن الحرب فيه وصار لينًا لا مكروه فيه إنما هو خصب كالحنطة والعسل. تاريخ مدينة دمشق (٤٠/ ٣١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>