للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَوَضَعْتَ لِوَاءً نَصَبَهُ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، وَلَقَدْ قَطَعْتَ الرَّحِمَ، وَحَسَدْتَ ابْنَ الْعَمِّ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِنَّكَ قَرِيبُ الْقَرَابَةِ، حَدِيثُ السِّنِّ، مُغْضَبٌ مِنِ ابْنِ عَمِّكَ (١).

ومع ذلك فعمر يدافع عن خالد ممن هجاه من المرتدين، حتى بعدما أسلم هذا المرتد: عن عبد الرحمن بن قيس السلمي، قال أبو شجرة حين ارتد عن الإسلام:

فرويت رمحي من كتيبة خالد ... وإني لأرجو بعدها أن أعمرا

ثم إن أبا شجرة أسلم ودخل فيما دخل فيه الناس، فلما كان زمن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قدم المدينة، فقال: يا أمير المؤمنين، أعطني فإني ذو حاجة، قال: ومن أنت؟ قال: أبو شجرة بن عبد العزى السلمي، قال أبو شجرة: أي عدو الله ألست الذي تقول:

فرويت رمحي من كتيبة خالد ... وإني لأرجو بعدها أن أعمرا

قال: ثم جعل يعلوه بالدرة في رأسه حتى سبقه عدوًا فرجع إلى ناقته فارتحلها ثم أسندها في حرة شوران راجعا إلى أرض بني سليم، فقال:

ضن علينا أبو حفص بنائله ... وكل مختبط يوما له ورق. (٢)

وتوفي خالد بحمص من الشام وقيل: بلى توفي بالمدينة سنة إحدى وعشرين في خلافة عمر بن الخطاب وأوصى إلى عمرو -رضي الله عنه- ولما بلغ عمر أن نساء بني المغيرة اجتمعن في دار يبكين على خالد قال عمر: ما عليهن أن يبكين أبا سليمان ما لم يكن نقع أو لقلقة ... ولما حضرته الوفاة حبس فرسه وسلاحه في سبيل الله. قال الزبير بن أبي بكر: وقد انقرض ولد خالد بن الوليد فلم يبق منهم أحد وورث أيوب بن سلمة دورهم بالمدينة (٣).

* * *


(١) أخرجه أحمد (٣/ ٤٧٥)، والنَّسائي في الكبرى (٨٢٢٥) عن عبد الله بن المبارك، قال: أَخْبَرنا سعيد بن يزيد، وهو أبو شجاع، قال: سمعت الحارث بن يزيد الحضرمي، يُحدِّث عن عُلَي بن رباح، عن ناشرة بن سُمَي اليزني، فذكره.
(٢) تاريخ الطبري (٢/ ٤٩٤).
(٣) أسد الغابة (١/ ٣١٢). وقوله: نقع ولقلقة فالنقع: رفع الصوت، وقيل: أراد شق الجيوب. واللقلقة: الجلبة كأنه حكاية الأصوات إذا كثرت. واللقلق: اللسان.

<<  <  ج: ص:  >  >>