للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها كانتْ غزوةُ عُقْبَةَ بنِ نافعٍ البحرَ فشَتَا بأهلِ مصرَ. (١)

سنة ٥٠ من الهجرةِ افتتحَ عُقْبَةُ بنُ نافعٍ الفهريُّ عن أمرِ معاويةَ بلادَ أفريقيةَ (تونس الآن) واخْتَطَّ القَيْرَوَانَ ... وأسلمَ خلقٌ كثيرٌ من البَرْبَرِ.

وعن يحيى بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ حاطبٍ قال: لما افتَتَحَ عُقْبَةُ بنُ نافع إفريقيةَ وقف على القيروانِ فقال: (يا أهلَ الوادي، إنَّا حَالُّونَ -إنْ شاءَ اللهُ- فاظْعَنُوا) ثلاثَ مراتٍ. قال: فما رأينا حَجَرًا ولا شَجَرًا إلا يَخرُجُ من تحتِه دابَّةٌ حتى يهبِطْنَ بطنَ الوادي. ثم قال: انزلوا باسمِ الله. (٢)

وفيها غزى مَسْلَمَةُ بنُ مَخْلَدٍ وهو أميرٌ بمصرَ معاويةَ بنَ حديج وَأصاب سبيًا وقَفَلَ سالمًا. (٣) قدم عبد الملك بن مروان فدخل مع معاوية بن حديج إفريقية فبعثه معاوية بن حديج على خيل إلى جلولاء بأرض المغرب فحصر أهلها ونصب عليها المجانيق فكتب إليه معاوية بن حديج أن انصرف فانصرف. وقد كان أوهى الحائط فخر الحائط. فانصرف بالناس راجعين فقتل المقاتلة وسبا الذرية ووجه ابن حديج جيشا فنزلوا على مدينة فسألوه الصلح فصالحهم وانصرف في سنة ٥١ هـ.

وفيها قَدِمَ الربيعُ بنُ زيادٍ الحارثيُّ خراسانَ من قِبَلِ زيادٍ فغزا بَلْخًا وكانت أُغْلِقَتْ بعدَ الأحنفِ فصالحَوا الربيعَ ثم غزا الربيعُ قَهَسْتَانَ ففَتَحَهَا عُنْوَةً. (٤)

وفي سنة ٥٢ هـ كانت غزوةُ سفيانَ بنَ عوفٍ الأَزْدِيِّ ومَشْتَاه بأرضِ الرومِ وأنَّه تُوُفِّيَ بها واستَخْلَفَ عبدَ الله بنَ مسعدة الفَزَارِيَّ وهذا قولُ الواقديِّ، وقال غيرُه: بل الذي شَتَا بأرضِ الرومِ في هذه السنةِ بالناسِ بُسرُ بنُ أبي أَرطاةَ ومعه سفيانُ بنُ عوفٍ الأَزْديُّ، وغزا الصائفةَ في هذه السنةِ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الثقفيُّ. (٥)


(١) تاريخ الطبري (٣/ ٢٠٦)، والبداية والنهاية (٨/ ٣٢)
(٢) تاريخ خليفة (٥٠).
(٣) تاريخ خليفة (٥٠).
(٤) تاريخ خليفة (٥٠).
(٥) تاريخ الطبري (٣/ ٢٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>