للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي سنة ٥٧ هـ كان مَشتَى عبد الله بن قيسٍ بأرض الروم (١). وقال خليفةُ: وفيها وجَّه معاويةُ بن أبي سفيان حسانَ بن النعمان الغسانيِّ إلى إفريقيةَ فصالَحَه من يَليه من البربر، ووضع عليها الخراجَ فلم يزلْ عليها حتى ماتَ معاويةُ (٢).

سنة ٥٨ هـ فيها غزا مالكُ بن عبد الله الخثعميُّ أرضَ الروم، قال الواقديُّ: وفيها قيل: شَتَى يزيدُ بن شجرة في البحر، وقيل: بل غزا البحرَ وبلادَ الرومِ جُنادةَ بنَ أبى أميةَ، وقيل: إنما شَتَى بأرض الروم عمرو بن يزيد الجهنيُّ، وقيل غيرُ ذلك (٣). وقال خليفةُ: وفي سنة ثمان وخمسين شَتَا عمرو بن مرة البذبذون، وأغار الحصين بن نميرٍ على صائفة الروم (٤).

وفي سنة ٥٩ هـ شتى عمرو بن مرة الجهنيُّ في أرض الروم في البر. قاله الواقدي، ولم يكن فيها غزوٌ في البحر، وقال غيره: بل غزا في البحر عامئذٍ جنادة بن أبي أمية (٥). قال خليفة: فيها غزا دينار أبو المهاجر فنزل على قرطاجنة فالتقوا فكثر القتل والجراح في الفريقين، وحجز الليل بينهم وانحاز المسلمون من ليلتهم فنزلوا حبلا في قبلة يونس ثم عاودوهم القتال فصالحَوهم على أنْ يُخلو لهم الجزيرةَ، وانتهى المهاجرُ إلى عيون أبي المهاجر وافتتح ميلة وكان إقامته في هذه الغزاة نحوًا من سنتين (٦).

فإذا كان الحال كما ذكرت، والطعن كما قرأت ممن عرفت علم لماذا طعن هؤلاء في هذا الحاكم العادل، والبطل المجاهد، والصحابي الجيل -رضي الله عنه- إلا لأنه سد الطريق أمام أسلافهم بحلمه، وعدله وأكل فساقهم بقوة جيشه، وحسن طاعتهم له.

وننتقل بعد ذلك إلى الشبهات التي وجهت إليه ومن الله نستمد العون.


(١) تاريخ الطبري (٣/ ٢٥١).
(٢) تاريخ خليفة (٥٥).
(٣) البداية والنهاية (٨/ ٨٢).
(٤) تاربخ خليفة (٥٥).
(٥) البداية والنهاية (٨/ ٩٤).
(٦) تاريخ خليفة (٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>