للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأخبر معاوية بن حديج بمكانه، فمشى إليه فقتله، وقال: يُقتل كنانة بن بشر، ويترك محمد بن أبي بكر؟ وإنما أمرهما واحد. ثم أمر به معاوية بن حديج فجُرَّ فمُرَّ به على دار عمرو بن العاص، لما يعلم من كراهيته لقتله، ثم أمر به بجادًا التجيبي فأحرقه في جيفة حمار. (١)

والجواب عن هذه الرواية: أن إسنادها ضعيفٌ مرسلٌ، وبيان ذلك في الحاشية.

الرواية الثانية: عن عبد الكريم بن الحارث قال: ولما أجمع علي، ومعاوية على الحكمين أغفل عليٌّ أن يشترط على معاوية أن لا يقاتل أهل مصر، فلما انصرف عليٌّ إلى العراق، بعث معاوية عمرو بن العاص في جيوش أهل الشام، ومصر، فاقتتلوا قتالًا شديدًا، فقال عمرو: وشهدت ثمانية عشر زحفًا براكاء، فلم أر يومًا مثل المسناة. ثم انهزم أهل مصر، فدخل عمرو بأهل الشام الفسطاط، وتغيب محمد بن أبي بكر في غافق، فآواه رجل منهم، فأقبل معاوية بن حديج في رهط ممن يعنيه على من كان مشى في عثمان، فطلب ابن أبي بكر، فوجدت أخت الرجل الغافقي الذي كان آواه كانت ضعيفة العقل؛ فقالت: أي تلتمسون ابن أبي بكر؟ أدلكم عليه، ولا تقتلون أخي؟ فدلتهم عليه، فقال: احفظوني في أبي بكر، فقال معاوية بن حديج: قتلتَ من قومي ثمانين رجلًا في عثمان وأتركك، وأنت صاحبه؟ فقتله ثم جعله في جيفة حمار ميت، فأحرقه بالنار) (٢).


(١) ضعيف. أخرجه الكندي في ولاة مصر (١/ ٨) من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب به.
وهذا مرسل لأن يزيد بن أبي حبيب من الخامسة، وكان يرسل. ولد بعد سنة خمسين في دولة معاوية، . كما في التقريب ت (٧٧٠١) وجامع التحصيل ت (٨٩١) وسير أعلام النبلاء (٦/ ٣١). ومع إرساله فإسناد المرسل ضعيف ففيه ابن لهيعة: ضعيف ومدلس.
وللحديث طريق أخرى عن يزيد بن حبيب أخرجها الكندي في ولاة مصر (١/ ٨) قال: حدثني أبو سلمة أسامة التجيبي قال: حدثني زيد بن أبي زيد، عن أحمد بن يحيى بن وزير، عن إسحاق بن الفرات، عن يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب به مع ذكر زيادة انفرد بذكرها، وهي: قوله: "وأمرت أم حبيبة بنت أبي سفيان بكبش فشوي، وبعثت به إلى عائشة فقالت: هكذا شوي أخوك. قال: فلم تأكل عائشة شواء حتى لحقت بالله).
وهذا الإسناد مع كونه مرسلًا فإن فيه زيد بن أبي زيد ترجم له الخطيب البغدادي (٨/ ٤٤٧)، ولم يذكر فيه جرحا، ولا تعديلا. فهو مجهول. ثم زاد بعضهم أن أم حبيبة بعثت لعائشة بهذا الخبر فقالت لها عائشة: يا ابنة العاهرة. وهذه الزيادة لا وجود لها في أثر مسند قط وإنما هي من زيادات بعض الكذبة.
(٢) معضل. أخرجه الكندي في ولاة مصر (١/ ٨) من طريق الليث، عن عبد الكريم بن الحارث به.
وهذا إسناد معضل لأن عبد الكريم ثقة من السادسة. فلم يشهد ما جرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>