الرواية الثالثة: عن عبد الملك بن نوفل، عن أبيه قال: ما أكلت عائشة شواء بعد محمد حتى لحقت بالله (١).
الرواية الرابعة: عن شيخ من أهل المدينة قال في سياق القصة: ووثب أخوه عبد الرحمن بن أبي بكر إلى عمرو بن العاص، وكان في جنده فقال: أتقتل أخي صبرًا، ابعث إلى معاوية بن حديج فانهه، فبعث إليه عمرو بن العاص يأمره أن يأتيه بمحمد بن أبي بكر، فقال معاوية: أكذاك قتلتم كنانة بن بشر، وأخلي أنا عن محمد بن أبي بكر؟ هيهات أكفارُكم خيرٌ من أولئكم أم لكم براءةٌ في الزبر؟ فقال لهم محمد: اسقوني من الماء، قال له معاوية بن حديج: لا سقاه الله إن سقاك قطرةً أبدًا، إنكم منعتم عثمان أن يشرب الماء حتى قتلتموه صائمًا مُحرِمًا فتلقاه الله بالرحيق المختوم. والله لأقتلنك يابن أبي بكر فيسقيك الله الحميم والغساق، قال له محمد:
يا ابن اليهوديةِ النساجةِ ليس ذلك إليك، وإلى من ذكرتَ، إنما ذلك إلى الله -عز وجل- يسقي أولياءه، ويظميء أعداءه، أنت وضرباؤك ومن تولاه، أما والله لو كان سيفي في يدي ما بلغتم مني هذا، قال له معاوية: أتدري ما أصنع بك؟ أدخلك في جوف حمار، ثم أحرقه عليك بالنار، فقال له محمد: إن فعلتم بي ذلك فطالما فُعِلَ ذلك بأولياء الله، وإني لأرجو هذه النار التي تحرقني بها أن يجعلها الله علي بردًا وسلامًا كما جعلها على خليله إبراهيم، وأن يجعلها عليك وعلى أوليائك كما جعلها على نمروذ وأوليائه، إن الله يحرقك، ومن ذكرته قبل، وإمامك -يعني معاوية- وهذا- وأشار إلى عمرو بن العاص -بنار تلظى عليكم كلما خبت زادها الله سعيرًا، قال له معاوية: إني إنما أقتلك بعثمان، قال له محمد: وما
(١) موضوع. أخرجها الكندي كذلك في ولاة مصر (١/ ٨) من طريق نصر بن مزاحم، عن أبي مخنف قال: حدثني عبد الملك بن نوفل، عن أبيه به. وإسناده تالف. فيه نصر بن مزاحم: رافضي جلد متروك الحديث. كما في لسان الميزان ت (٥٥١)، وشيخه أبو مخنف لوط بن يحيى: شيعي محترق هالك كما في اللسان ت (١٥٦٨) وت (١١١٦) وعبد الملك بن نوفل مجهول الحال، وقال الحافظ مقبول كما في التهذيب (٦/ ٣٧٩).