للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من تلاميذه، بل كلام مسيحي تابعي - إن صح التعبير - وفيلسوف عاش في أواخر القرن الأول وأوائل القرن الثاني فلا يحمل في طياته أية حجة إلهية ملزمة. أما دعوى أنه كتب إنجيله بإلهام ووحي من الله فلا دليل علها إلا مجرد الظن.

٢ - ما هو اعتقاد يوحنا كانت هذا الإنجيل كما جاء في إنجيله ورسائله؟

هناك عبارات صريحة واضحة ليوحنا نفسه، تؤكد عبودية المسيح لله تعالى، وأن الله تعالى إله المسيح وخالقه:

(١) أما نصه على أن الله تعالى إله المسيح وبالتالي فالمسيح عبد مربوب لله، فقد جاء في رؤيا يوحنا الكشفية (١/ ٦) حين قال: " ... ومن لدن يسوع المسيح الشاهد الأمين والبكر من بين الأموات وسيد ملوك الأرض، ذاك الذي أحبنا فحلنا من خطايانا بدمه، وجعل منا مملكة من الكهنة لإلهه وأبيه ... "

(٢) وأما نصه على أن المسيح مخلوق لله سبحانه وتعالى، فجاء واضحا في رسالته الأولى (٢/ ١) في قوله: " أكتب إليك ما يقول الأمين (المسيح)، الشاهد الأمين الصادق، بدء خليقة الله ... ".

(٣) وأما أن المسيح يستمد من الله، وبالتالي لا يمكن أن يكون إلهًا لأن الله غني بذاته، فقد جاء ذلك مثلًا في رؤياه الكشفية أيضًا (١/ ١) حين يقول: "هذا ما كشفه يسوع المسيح بعطاء من الله".

(٤) وأما عن الغيرية الكاملة والتمايز والاثنينية بين الله: الآب والمسيح - عليه السلام -، فالأمثلة عليه كثيرة من كلام يوحنا، نكتفي بهذا الشاهد من رسالته الأولى (٢/ ١): " وإن خطئ أحد فهناك شفيع لنا عند الآب وهو يسوع المسيح البار."

(٥) ثم إن نفس النصوص الإنجيلية، التي سقناها قبل من إنجيل يوحنا، النافية لإلهية عيسى والمثبتة لعبوديته، تصلح كذلك للكشف عن عقيدة يوحنا مؤلف ذلك الإنجيل حول عدم إلهية المسيح؛ إذ من البديهي أن الرجل دوَّن في إنجيله ما يعتقده أو أنه كان يعتقد بما دونه، ونكتفي هنا بإشارة سريعة لثلاث نصوص قاطعة من إنجيل يوحنا:

<<  <  ج: ص:  >  >>