١ - "قال لها يسوع: لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي. ولكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم: إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم"(إنجيل يوحنا: ٢٠/ ١٧).
٢ - "تكلم يسوع بهذا ورفع عينيه نحو السماء وقال: أيها الآب، قد أتت الساعة ... وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته ... "(إنجيل يوحنا: ١٧/ ١ - ٣).
٣ - "فقال لهم يسوع: لو كنتم أبناء إبراهيم لعملتم أعمال إبراهيم، ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله" إنجيل (يوحنا: ٨/ ٤٠).
ومن خلال هذه النصوص تبدو عقيدة يوحنا، وأنه لم يعلِّم التثليث، ولا أن الله هو المسيح، بل أفرد الله تعالى وحده بالإلهية، فينبغي أن يبقى هذا بالبال عند مناقشتنا التالية لما جاء في مقدمة الإنجيل التي استندوا إليها من كلام يوحنا؛ لأنه ما دام قد ثبت معنا بالدلائل السابقة أن يوحنا هذا يؤمن بأن الله الآب هو الإله الحقيقي وحده وإله المسيح وخالقه ومرسله؛ فلكي يكون كلام يوحنا منسجمًا مع بعضه، لا بد أن يُفهَم هذا النص أو يُفسر على نحو يتسق وينسجم مع عقيدته التوحيدية تلك، وهناك تفسيران محتملان لهذا النص:
التفسير المعقول الأول: هذه الافتتاحية قرأها كثير من القدماء على نحو فيه اختلاف بسيط في اللفظ، لكن مهم جدا، وقد أورد الغزالي في كتابه" الرد الجميل لإلهية عيسى بصريح الإنجيل" اللفظ القديم الذي يمثل الترجمة الحرفية للمتن اليوناني الأصلي على النحو التالي: " في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وإله الكلمة، كان هذا قديمًا عند الله، كلٌّ به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان".
فالفرق بين الترجمتين هو في الجملة الثالثة، ففي حين تقول الترجمات الحديثة:" وكان الكلمةَ الله"، تقول الترجمة الحرفية القديمة:" وإلهٌ هو الكلمة" بتنكير إله. وتذكر الكتب التي تتحدث عن تاريخ العقيدة النصرانية، أن آريوس ومنكري ألوهية المسيح كانوا يؤكدون على أن الترجمة الحرفية الصحيحة للأصل اليوناني هي:" وإلهٌ هو الكلمة" والمسألة هي أن