للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن سعيد بن جبير أن عبد الله بن الزبير قال لمعاوية في الكلام الذي جرى بينهما في بيعة يزيد بن معاوية: وأنت يا معاوية حدثتني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كان في الأرض خليفتان فاقتلوا أحدهما. (١)

الرواية الثالثة: عن نافع قال: خطب معاوية فذكر ابن عمر فقال: والله ليبايعن أو لأقتلنه فخرج عبد الله بن عبد الله بن عمر إلى أبيه فأخبره وسار إلى مكة ثلاثًا فلما أخبره بكى ابن عمر. فبلغ الخبر عبد الله بن صفوان فدخل على ابن عمر فقال: أخطب هذا بكذا؟ قال: نعم فقال: ما تريد؟ أتريد قتاله؟ فقال: يا ابن صفوان الصبر خير من ذلك. فقال ابن صفوان: والله لئن أراد ذلك لأقاتلنه. فقدم معاوية مكة فنزل ذا طوى فخرج إليه عبد الله بن صفوان فقال: أنت الذي تزعم أنك تقتل ابن عمر إن لم يبايع لابنك؟ فقال: أنا أقتل ابن عمر؟ ! إني والله لا أقتله. (٢)

الرواية الرابعة: عن جويرية بن أسماء قال: سمعت أشياخ أهل المدينة يحدثون أن معاوية لما كان قريبًا من مكة فلما راح من مر قال لصاحب حرسه: لا تدع أحدًا يسير معي إلا من حملته أنا. فخرج يسير وحده حتى إذا كان وسط الأراك لقيه الحسين بن علي فوقف وقال: مرحبًا وأهلًا يا بن بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيد شباب المسلمين. دابة لأبي عبد الله يركبها فأتي ببرذون فتحول عليه، ثم طلع عبد الله بن أبي بكر فقال: مرحبًا وأهلًا بشيخ قريش، وسيدها وابن صدِّيق هذه الأمة. دابة لأبي محمد فأتي ببرذون فركبه ثم طلع ابن عمر فقال: مرحبًا وأهلًا بصاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وابن الفاروق، وسيد المسلمين، ودعا له بدابة فركبها ثم طلع ابن الزبير فقال: مرحبا وأهلًا بابن حواري رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وابن الصديق، وابن عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم دعا له بدابة فركبها. ثم أقبل يسير بينهم لا يسايره


= والعقيلي، وقال البخاري، وأبو حاتم: في حديثه وهم كثير اهـ تهذيب التهذيب (١٠/ ٤٠٣). قلت: وما في الرواية من أمور منكرة فمن أخطائه ومناكيره وأوهامه.
(١) أخرجه الطبراني في الأوسط (٣٨٨٥).
(٢) إسناده صحيح. أخرجه خليفة في التاريخ صـ (٥١) من طريق وهب قال: حدثني أبي، عن أيوب، عن نافع به.

<<  <  ج: ص:  >  >>