للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه الأمة. قال: فاصنع ما صنع أبو بكر. قال: لله أبوك وما صنع أبو بكر؟ قال: عمد إلى رجل من قاصية قريش ليس من بني أبيه ولا من رهط الأدنين فاستخلفه فإن شئت أن تنضر أي رجل من قريش شئت ليس من بني عبد شمس فترضى به. قال: لله أبوك الثالثة ما هي؟ قال: تصنع ما صنع عمر. قال: وما صنع عمر؟ قال: جعل هذا الأمر شورى في ستة نفر من قريش ليس فيهم أحد من ولده ولا من بني أبيه ولا من رهطه. قال: فهل عندك غير هذا؟ قال: لا. قال: فأنتم؟ قالوا: ونحن أيضا. قال: أما لا فإني أحببت أن أتقدم إليكم إنه قد أعذر من أنذر وإنه قد كان يقوم منكم القائم إلي فيكذبني على رؤوس الناس فأحتمل له ذلك وأصفح عنه. وإني قائم بمقالة إن صدقت فلي صدقي وإن كذبت فعلي كذبي. وإني أقسم لكم بالله لئن رد علي منكم إنسان كلمة في مقامي هذا لا ترجع إليه كلمته حتى يسبق إلي رأسه فلا يرعين رجل تلا على نفسه. ثم دعا صاحب حرسه فقال: أقم على رأس كل رجل من هؤلاء رجلين من حرسك فإن ذهب رجل يردُّ عليَّ كلمة في مقامي هذا بصدق أو كذب فليضرباه بسيفهما. ثم خرج وخرجوا معه حتى إذا رقي المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن هؤلاء الرهط سادة المسلمين لا نستبد بأمر دونهم، ولا نقضي أمرًا إلا عن مشورتهم، وإنهم قد رضوا، وبايعوا ليزيد ابن أمير المؤمنين من بعده. فبايعوا بسم الله. فضربوا على يديه ثم جلس على راحلته فانصرف فلقيهم الناس فقالوا: زعمتم وزعمتم فلا أرضيتم وحبيتم فعلتم. قالوا: إنا والله ما فعلنا. قالوا: فما منعكم أن تردوا على الرجل إذ كذب؟ ثم بايع أهل المدينة، والناس ثم خرج إلى الشام. (١)

الرواية الخامسة: عن محمد بن المنكدر قال: قال ابن عمر حتى بويع يزيد بن معاوية: إن كان خيرًا رضينا وإن كان بلاء صبرنا (٢)


(١) إسناده ضعيف. أخرجه خليفة ص (٥٢) من طريق وهب بن جرير قال: حدثني جويرية بن أسماء به. قلت: وإسناده ضعيف، هؤلاء الأشياخ، مجاهيل لم يسمهم جويرية.
(٢) صحيح. أخرجه خليفة في التاريخ ص (٥٣) من طريق عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا سفيان، عن محمد بن المنكدر به.

<<  <  ج: ص:  >  >>