للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرواية الخامسة: قال أبو جعفر الباقر: لم يخرج أحد من آل أبي طالب ولا من بني عبد المطلب أيام الحرة، ولما قدم مسلم بن عقبة المدينة أكرمه وأدنى مجلسه، وأعطاه كتاب أمان. (١)

وقال ابن العربي: فإن قيل كان يزيد خمارًا قلنا: لا يحل إلا بشاهدين فمن شهد بذلك عليه بل شهد العدول بعدالته فروى يحيى بن بكير، عن الليث بن سعد. قال الليث: توفي أمير المؤمنين يزيد في تاريخ كذا فسماه الليث أمير المؤمنين بعد ذهاب ملكهم، وانقراض دولتهم، ولولا كونه عنده كذلك ما قال إلا توفي يزيد (٢).

وقال أبو طالب: سألت أبا عبد الله من قال: لعن الله يزيد بن معاوية، قال: لا أتكلم في هذا، قلت: ما تقول فإن الذي تكلم به رجل لا بأس به وأنا صائر إلى قولك فقال: أبو عبد الله: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لعن المؤمن كقتله) وقال: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم)، وقد صار يزيد فيهم وقال: (من لعنته أو سببته فاجعلها له رحمة) فأرى الإمساك أحب لي (٣).

وبهذا تعلم أن الصحابة الذين اعترضوا على استخلاف يزيد لم يصح اتهام أحد منهم له بشيء من ذلك وأمثل شيء فيه إسناده منقطع جاء فيه أن أول من أظهر ذلك: عبد الله بن أحمد أبي عمرو بن حفص بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة القرشي المخزومي لأبيه أبي عمرو صحبة كان مع أبيه بالشام حين خرج في جيش عمر لافتتاحها فأصيب جماعة من أهل بيته في طاعون عمواس ونجا هو ثم قدم على معاوية ثم على يزيد بن معاوية ثم رجع إلى المدينة فخلعه، وخرج مع أهل الحرة، وهو أول من خلع يزيد بن معاوية يوم الحرة، وقتل يوم الحرة، وكان خبر ذلك، وفد على يزيد فأكرمه، وأحسن


(١) البداية والنهاية (٨/ ٢٣٣).
(٢) العواصم من القواصم (٢٢٣).
(٣) السنة للخلال (٨٤٦) وهو صحيح وقد تقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>