(٢) أخرجه العقيلي في الضعفاء (ص ٤٣٥) وابن عساكر في تاريخ دمشق (١٧/ ٢٨٥/ ٢) عن النضر -بن محرز، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقال العقيلي: النضر بن محرز لا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلا به، وإنما يعرف هذا الحديث بالكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، ثم ساق إسناده من طريق محمد بن مروان السدي، عن الكلبي به. قلت: الكلبي هو محمد بن السائب أورده الذهبي في الضعفاء وقال: كذبه زائدة وابن معين وجماعة، ومحمد بن مروان السدي، قال الذهبي: متروك متهم. قلت: وقد خولف في إسناده، فرواه إسماعيل بن عياش، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح قال: "قيل لعائشة: إن أبا هريرة يقول: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا، فقالت عائشة: يرحم الله أبا هريرة، حفظ أول الحديث ولم يحفظ آخره، إن المشركين كانوا يهاجون رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرًا من مهاجاة رسول الله"، أخرجه الطحاوي فقال: حدثنا يونس قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني إسماعيل بن عياش به. قلت: وإسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين وهذه منه، فإن ابن السائب كوفي، وعليه دار الحديث، فهو آفته، ثم رأيت ابن عدي قد أخرجه في الكامل (١/ ٣٤٥) من طريق حبان بن علي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس مرفوعًا مثل حديث جابر دون قصة عائشة وأبي هريرة، وحبان بن علي هو العنزي وهو ضعيف كما في (التقريب)، وبالجملة فهذه الطرق موضوعة، وقد روى ابن عدي عن سفيان قال: قال لي الكلبي: كل شيء أحدث عن أبي صالح فهو كذب. وأما طريق جابر، فهي واهية، فإن النضر بن محرز قال فيه ابن حبان: منكر الحديث جدًّا. لا يحتج به، ومن طريقه رواه أبو يعلى في (مسنده) لكن وقع فيه: أحمد بن محرز. وقال الحافظ في اللسان: وأحمد لم أقف له على ترجمة، فلعله من تغيير بعض الرواة، أو (النضر) لقبه، وأحمد هذا هو الذي أشار إليه الحافظ بقوله في الفتح بعدما عزاه لأبي يعلى: وفيه راو لا يعرف، وزاد عليه الهيثمي فقال في المجمع (٨/ ١٢٠): وفيه من لم أعرفهم. قلت: وهذا يؤيد ما ذكره الحافظ من احتمال أن اسم أحمد من تغيير بعض الرواة، فإن فيمن دونه من لا يعرف أيضًا، ثم قال الحافظ: فلم تثبت هذه الزيادة. قلت -الألباني-: بل هي باطلة قطعًا. السلسلة الضعيفة والموضوعة ٣/ ٢٣٦، وانظر فتح الباري لابن حجر ١٠/ ٥٦٤: ٥٦٥.