كتاب موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام

الوجه الرابع: الرد على الشبهات التي أثيرت حول أبي هريرة - رضي الله عنه - الشبهة السادسة عشر: حول حفظ أبي هريرة - ج: 9 - ص: 472

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "لأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ رَجُلٍ قَيْحًا يَرِيهِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا" (١).

الوجه الثاني: أبو هريرة لم ينفرد بالحديث؛ بل وافقه جماعة من الصحابة، بدون الزيادة

ورد هذا الحديث عن جماعة من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- منهم: عبد الله ابن عمر، وسعد بن أبي وقاص، وأبي سعيد الخدري، وعمر وغيرهم.

١ - عن ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنه- عَنِ النبي -صلى الله عليه وسلم- قالَ: "لأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا خيرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا" (٢).

٢ - عَنْ سَعْدٍ عَنِ النبي -صلى الله عليه وسلم- قالَ: "لأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا يَرِيهِ خَيرٌ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا" (٣).

٣ - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بِالْعَرْجِ إِذْ عَرَضَ شَاعِرٌ يُنْشِدُ، فقَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "خُذُوا الشَّيْطَانَ أَوْ أَمْسِكُوا الشَّيْطَانَ، لأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ رَجُلٍ قَيْحًا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلئَ شِعْرًا" (٤).

٤ - عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رضي الله عنه-، عَنْ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا" (٥).

قال الألباني: وفي الباب عن جماعة آخرين من الصحابة، خرج أحاديثهم الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد، فمن شاء الاطلاع عليها فليرجع إليه (٦).

قلت: وكل هذه الأحاديث عن هؤلاء الصحابة موافقة لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، وذلك

---

(١) البخاري (٦١٥٥)، مسلم (٢٢٥٧).
(٢) البخاري (٦١٥٤).
(٣) مسلم (٢٢٥٨).
(٤) مسلم (٢٢٥٩).
(٥) شرح معاني الآثار ٤/ ٢٩٥، قال الألباني: وهذا سند صحيح على شرط البخاري، السلسلة الصحيحة ١/ ٥٩٤.
(٦) مجمع الزوائد (٨/ ١٢٠).