للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا أمرت بقتله وما سرني. (١)

٥ - عن منذر بن يعلى قال: كان يوم أرادوا قتل عثمان أرسل مروان إلى علي ألا تأتي هذا الرجل فتمنعه، فإنهم لن يبرءوا دونك، فقال علي: لنأتينهم، فأخذ ابن الحنفية بكتفيه فاحتضنه، فقال: يا أبت، أين تذهب؟ والله، ما يزيدونك إلا رهبة، فأرسل إليهم علي بعمامته ينهاهم عنه. (٢)

٦ - عن محمد قال: خطب علي بالبصرة فقال: والله ما قتلته، ولا مالأت على قتله، فلما نزل قال له بعض أصحابه: أي شيء صنعت الآن يتفرق عنك أصحابك، فلما عاد إلى المنبر قال: من كان سائلًا عن دم عثمان فإن الله قتله وأنا معه، قال محمد: هذه كلمة قرشية ذات وجه. (٣)

٧ - وعن قيس بن عباد قال: سمعت عليًّا - رضي الله عنه - يوم الجمل يقول: اللهم، إني أبرأ إليك من دم عثمان، ولقد طاش عقلي يوم قتل عثمان، وأنكرت نفسي وجاءوني للبيعة، فقلت: والله، إني لأستحيي من الله أن أبايع قومًا قتلوا رجلًا قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أستحيي ممن تستحيي منه الملائكة"، وإني لأستحيي من الله أن أبايع وعثمان قتيل على الأرض لم يدفن بعد، فانصرفوا، فلما دفن رجع الناس فسألوني البيعة، فقلت: اللهم إني مشفق مما أقدم عليه، ثم جاءت عزيمة فبايعت فلقد قالوا: يا أمير المؤمنين، فكأنما صدع قلبي، وقلت: اللهم خذ مني لعثمان حتى ترضى. (٤)

٩ - وعن محمد بن حاطب قال: سمعت عليا يخطب يقول: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ


(١) حسن. أخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ٦٨٤)، الحاكم في المستدرك (٤/ ١٩٠)، تاريخ دمشق (٣٩/ ٤٥٤) كلهم من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، عن حصين بن عبد الرحمن الحارثي، عن سرية زيد بن أرقم به، فيه حصين بن عبد الرحمن وهو مقبول، وقد تابعه محمد بن سيرين، وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (٨/ ٦٨٥) بلفظ "والله ما قتلته ولا مالأت على قتله".
(٢) إسناده صحيح. أخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ٦٨٤) من حديث أبي معاوية الأعمش، عن منذر بن يعلى به.
(٣) ابن أبي شيبة (٦/ ٦٨٥) من حديث أبي أسامة، عن عوف عن محمد به، وإسناده صحيح.
(٤) المستدرك (٣/ ١٠١)؛ وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقال الذهبي في التلخيص: على شرط البخاري ومسلم، وإسناده صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>