للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} قال عثمان منهم. (١)

١٠ - عن سالم بن أبي الجعد، أنه سمع محمد بن الحنفية يقول، سمعت أبي ورفع يديه حتى يرى بياض إبطيه، وقال: اللهم العن قتلة عثمان في البر والبحر والسهل والجبل- ثلاثًا يرددها (٢).

١١ - عن ابن الحنفية، عن علي - رضي الله عنه- قال: لو سيرني عثمان إلى صرار لسمعت وأطعت. (٣)

وهذا نقل عن بعض علمائنا بخصوص موقف علي من ققل عثمان، ومدى صحة اتهامه بذلك بشكل مجمل:

١ - قال ابن العربي: ليس في أهل السنة رجل واحد يتهم عليًّا بقتل عثمان، لا في زماننا ولا في زمانه، وقد مضى الكلام على ذلك في هذا الكتاب، وكل ما في الأمر وجود قتلة عثمان مع علي، وموقف علي منهم، وعذره بينه وبين الله في موقفه هذا أما معاوية وفريقه فلم يذكروا عليًّا في أمر البغْي على عثمان إلا لمناسبة انضواء قتلة عثمان إليه واستعانته بهم، فقتلة عثمان هم الذين أساءوا إلى الإسلام وإلى عثمان وإلى علي أيضًا، فالله حسيبهم. ولو أن كل المسلمين كانوا كعبد الرحمن بن خالد بن الوليد في حزمه -قبل أن تستفحل الفتنة ويفلت الزمام من أيدي العقلاء- لما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه. (٤)

٢ - وقال محمد بن سيرين: ما أعلم أحدًا يتهم عليًّا في قتل عثمان.

٣ - وقال ابن تيمية من هؤلاء من يقول: إن عليًّا شارك في دم عثمان فمنهم من


(١) صحيح. أخرجه أحمد في فضائل الصحابة (٧٧١)، ابن أبي شيبة (٧/ ٤٩٢)، تفسير الطبري (١٧/ ٩٦)، وأمالي أبي إسحاق (١٠٣)، مشكل الآثار للطحاوي (٢/ ٢٧٥) من طرق عن شعبة عن أبي بشر (جعفر بن إياس) عن يوسف بن سعد عن محمد بن حاطب به.
(٢) صحيح. أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (١٢٦٧)، وأحمد في فضائل الصحابة (٧٣٣)، وسعيد بن منصور في السنن (٢٩٤٣)، والفتن لنعيم بن حماد (١/ ١٧١) من طرق عن نعيم بن أبي هند وأبي مالك الأشجعي، عن سالم بن أبي الجعد عن محمد بن علي، عن علي به وبنحوه.
(٣) صحيح. أخرجه الخلال من طريق أحمد عن وكيع (٤١٤)، والمروزي (١/ ٨٩)، وابن أبي شيبة (٧/ ٥٢٣) من طريق ابن مهدي؛ كلاهما عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن محمد بن علي - رضي الله عنه -؛ وهو صحيح.
(٤) العواصم من القواصم (١٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>