للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٦ - عن نافع قال: كان ابن عمر مع عثمان في الدار. (١)

١٧ - عن نافع قال: لبس ابن عمر الدرع يوم الدار مرتين. (٢)

١٨ - وهذا موقف الزبير - رضي الله عنه -، عن أبي حبيبة مولى الزبير قال: لما حصر عثمان جاء بنو عمرو بن عوف إلى الزبير بن العوام، فقالوا: يا أبا عبد الله، نحن نأتيك ثم نصير إلى ما أمرتنا به، قال: فأرسلني الزبير إلى عثمان، فقال: أقرئه السلام، وقل: يقول لك أخوك إن بني عمرو بن عوف جاؤوني ووعدوني أن يأتوني ثم يصيروا إلى ما أمرتهم به، فإن شئت أن آتيك فأكون رجلًا من أهل الدار يصيبني ما يصيب أحدهم فعلت، وإن شئت انتظرت ميعاد بني عمرو بن عوف ثم أدفع بهم عنك فعلت، قال: فدخلت عليه فوجدته على كرسي ذي ظهر، ووجدت رياطًا مطروحة ومراكن مملوءة، ووجدت في الدار الحسن بن علي، وابن عمر، وأبا هريرة، وسعيد بن العاص، ومروان بن الحكم، وعبد الله بن الزبير، فأبلغت عثمان رسالة الزبير فقال: الله أكبر، الحمد لله الذي عصم أخي، قل له: إنك إن تأت الدار تكن رجلًا من المهاجرين؛ حرمتك حرمة رجل وعناؤك عناء رجل، ولكن انتظر ميعاد بني عمرو بن عوف، فعسى الله أن يدفع بك، قال: فقام أبو هريرة فقال: أيها الناس، لسمعت أذناي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: تكون بعدي فتن وأحداث أو أحداث وفتن، فقلت: وأين المنجى منها يا رسول الله؟ قال: إلى الأمين وحزبه وأشار إلى عثمان: فقال القوم: ائذن لنا فلنقاتل فقد أمكنتنا البصائر، فقال: عزمت على أحد كانت لي عليه طاعة ألا يقاتل، قال: فبادر الذين قتلوا عثمان ميعاد بني عمرو بن عوف فقتلوه. (٣)

وهكذا ترى أن كل الروايات الصحيحة والحسنة تدل على براءة الصحابة - رضي الله عنهم -.


(١) صحيح. أخرجه خليفة (١/ ٣٨)، معاذ هو ابن معاذ ثقة، وابن عون هو عبد الله بن عون (ثقة).
(٢) حسن. أخرجه خليفة في التاريخ (١/ ٣٨)، وعبيد الله بن عبد الله بن عون، قال فيه ابن أبي حاتم: صالح الحديث الجرح والتعديل ٥/ ٣٢٢، وقال البخاري: معروف الحديث التاريخ الكبير ٥/ ٣٨٨.
(٣) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٣٩/ ٣٧٣)، وفيه أبو حبيبة مولى الزبير بن العوام، ذكره البخاري في الكنى له (١/ ٢٤) والجرح والتعديل (٩/ ٣٥٩)، ولم يذكر فيه شيئًا، وذكره الحافظ في تعجيل المنفعة (١/ ٥٣٢)، ونقل عن العجلي توثيقه، وفيه أيضًا عبد الله بن مصعب بن ثابت، ضعفه ابن معين كما في تعجيل المنفعة (١/ ٢٣٥)، وذكره البخاري في التاريخ الكبير (٥/ ٢١١) والجرح والتعديل (٥/ ١٧٨) ولم يذكر فيه شيئًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>