كتاب موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام

أولا: الروايات المنسوبة إلى عائشة رضي الله عنها - ثانيا: قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله - ج: 9 - ص: 523

٥ - قولهم: إن عائشة كانت تؤلب على عثمان ليتولى طلحة الخلافة فلما علمت أن عليًّا بويع بالخلافة طالبت بدم عثمان، وهذا ذكره البلاذري تعليقًا عن الزهري من غير إسناد، فقال: قال الزهري: وكانت عائشة تؤلب على عثمان، فلما بلغها أمره، وهي بمكة، أمرت بقبتها فضربت في المسجد الحرام، وقالت: إني أرى عثمان سيشوم قومه كما شأم أبو سفيان قومه يوم بدرٍ، وقتل عثمان؛ فزعم بعض الناس أنه قُتل في أيام التشريق، وقال بعضهم: قتل يوم الجمعة لثماني عشرة ليلة خلت من ذي الحجة، وولي قتله محمد بن أبي بكر ومعه سودان بن حمران، وبايع الناسُ عليًّا، ومكث عثمان في الدار يومًا أو يومين حتى أخرجه أهله على باب من جريد النخل صغير خرجت عنه رجلاه، وتلقاهم قوم فقاتلوهم حتى طرحوه وتوطأه بعضهم، ثم حملوه وقد حُفر له قبر إلى جانب البقيع ودفنوه.

وخرجت عائشة من مكة حتى نزلت بسرف، فمرَّ راكب فقالت: ما وراءك؟ قال: قتل عثمان، فقالت: كأني أنظر إلى الناس يبايعون طلحة وإصبعه تحس أيديهم، ثم جاء راكب آخر فقال: قتل عثمان وبايع الناسُ عليًّا فقالت: واعثماناه، ورجعت إلى مكة فضربت لها قبتها في المسجد الحرام وقالت: يا معشر قريش، إن عثمان قد قتل، قتله عليّ بن أبي طالب، والله لأنملةٌ - أو قالت لليلةٌ - من عثمان خير من عليّ الدهر كله، وخرجت أم سلمة إلى المدينة وأقامت عائشة بمكة. (١)

---

(١) أنساب الأشراف للبلاذري (٢/ ٢٩٤)، ولا إسناد له إلى الزهري كما أنه منقطع بين الزهري والواقعة فإن الزهري ولد سنة خمسين والحادث كان سنة خمس وثلاثين، وهو خبر منكر يخالف الأخبار الصحيحة وعلى فرض أنه بالإسناد الذي قبله وهذه حكايته كما عند البلاذري في أنساب الأشراف: حدثني أحمد بن إبراهيم الدورق، حدثنا وهب بن جرير بن حازم، حدثنا أبي، عن يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، وهو إسناد حسن إلا أن الزهري أرسله ومراسيل الزهري وأهية. قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله: وخرج البيهقي من طريق أبي قدامة السرخسي، قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: مرسل الزهري شر من مرسل غيره، لأنه حافظ، وكلما يقدر أن يسمي سمى، وإنما يترك من لا يستجيز أن يسميه.
وقال يحيى بن معين: مراسيل الزهري ليست بشيء، وقال الشافعي: إرسال الزهري عندنا ليس بشيء؛ وذلك أنا نجده يروي عن سليمان بن أرقم. اهـ من شرح علل الترمذي (١/ ٢٨٤)، وانظر: تدريب الراوي (١٦٧).
وسليمان بن أرقم الذي يروي عنه الزهري في كلام الشافعي هو أبو معاذ البصري؛ قال أحمد: ليس بشيء، =