للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن تيمية: وأما قوله: أنها سألت مَنْ تولى الخلافة؟ فقالوا: عليُّ، فخرجت لقتاله على دم عثمان، فأي ذنب كان لعلي في ذلك؟ فيقال له:

أولًا: قول القائل: إن عائشة، وطلحة، والزبير اتهموا عليًّا بأنه قتل عثمان وقاتلوه على ذلك كذب بين، بل إنما طلبوا القتلة الذين كانوا تحيزوا إلى علي وهم يعلمون أن براءة علي من دم عثمان كبراءتهم وأعظم، لكن القتلة كانوا قد أووا إليه فطلبوا قتل القتلة ولكن كانوا عاجزين عن ذلك هم وعلي؛ لأن القوم كانت لهم قبائل يذبون عنهم، والفتنة إذا وقعت عجز العقلاء فيها عن دفع السفهاء فصار الأكابر - رضي الله عنهم - عاجزين عن إطفاء الفتنة وكف أهلها، وهذا شأن الفتن كما قال تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}، وإذا وقعت الفتنة لم يسلم من التلوث بها إلا من عصمه الله. (١)

٦ - وهذه رواية تصور الصحابة كلهم في جانب وعثمان في جانب آخر:

قال البلاذري: وحدثني هشام بن عمار الدمشقي أبو الوليد، حدثنا محمد بن سميع، عن محمد بن أبي ذئب، عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن السيب: أن المصريين لما قدموا فشكوا عبد الله بن سعد بن أبي سرح، سألوا عثمان أن يولى مكانه محمد بن أبي بكر، فكتب عهده وولاه ووجه معهم عدة من المهاجرين والأنصار ينظرون فيما بينهم وبين ابن أبي سرح، فشخص محمد بن أبي بكر وشخصوا جميعًا، فلما كانوا على مسيرة ثلاث من المدينة إذا هم بغلام أسود على بعير وهو يخبط البعير خبطًا كأنه رجل يطلب أو يُطلب، فقال له أصحاب محمد بن أبي بكر: ما قصتك، وما شأنك، هارب أو طالب؟ فقال لهم مرةً: أنا غلام أمير


= وقال البخاري، وأبو حاتم: ليس بشيء، وقال عباس الدوري، عن يحيى بن معين: ليس بشيء؛ ليس يسوى فلسًا. وقال عثمان بن سعيد، عن يحيى: ليس بشيء، وقال عمرو بن علي: ليس بثقة، روى أحاديث منكرة، قال: وقال محمد بن عبد الله الأنصاري: كانوا ينهونا عنه ونحن شباب، وذكر عنه أمرًا عظيمًا.
وقال البخاري: تركوه. وقال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عن سليمان بن أرقم، قال: متروك الحديث، قلت لأحمد: روى سليمان بن أرقم عن الزهري، عن أنس في التلبية، فقال: لا نبالي روى أو لم يروَ، انظر تهذيب الكمال (١١/ ٣٥١).
(١) منهاج السنة (٤/ ٣٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>