للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨ - عن محمد بن السائب الكلبي قال: إنما رد أهل مصر إلى عثمان بعد انصرافهم عنه أنه أدركهم غلام لعثمان على جمل له بصحيفة إلى أمير مصر أن يقتل بعضهم وأن يصلب بعضهم، فلما أتوا عثمان قالوا: هذا غلامك؟ قال: غلامي انطلق بغير علمي، قالوا: جملك؟ قال: أخذه من الدار بغير أمري، قالوا: خاتمك؟ قال: نقش عليه، فقال عبد الرحمن بن عديس التجيبي حين أقبل أهل مصر:

قبلن من بلبيس والصَّعيد ... خوضًا كأمثال القسيِّ قود

مستحقبات حلق الحديد ... يطلبن حقَّ الله في الوليد

وعند عثمان وفي سعيد ... ياربِّ فارجعنا بما نريد

فلما رأى عثمان ما قد نزل به وما قد انبعث عليه من الناس كتب إلى معاوية بن أبي سفيان وهو بالشام: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإن أهل المدينة قد كفروا وأخلفوا الطاعة ونكثوا البيعة فابعث إلي من قبلك من مقاتلة أهل الشام على كل صعب وذلول فلما جاء معاوية الكتاب تربص به وكره إظهار مخالفة أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد علم اجتماعهم، فلما أبطأ أمره على عثمان كتب إلى يزيد بن أسد بن كرز وإلى أهل الشام يستنفرهم ويعظم حقه عليهم، ويذكر الخلفاء وما أمر الله -عز وَجل- به من طاعتهم ومناصحتهم، ووعدهم أن ينجدهم جند أو بطانة دون الناس، وذكرهم بلاءه عندهم وصنيعه إليهم، فإن كان عندكم غياث فالعجل العجل فإن القوم معاجلي، فلما قرئ كتابه عليهم قام يزيد بن أسد بن كرز البجلي ثم القسري فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر عثمان فعظم حقه وحضهم على نصره وأمرهم بالمسير إليه فتابعه ناس كثير وساروا معه حتى إذا كانوا بوادي القرى بلغهم قتل عثمان -رضي الله عنه- فرجعوا، وكتب عثمان إلى عبد الله بن عامر أن اندب إلى أهل البصرة نسخة كتابه إلى أهل الشام فجمع


= عن عمه عبد الرحمن بن يسار وهذا إسناد لا يصح مع ما في المتن من نكارة بينة واضحة أما الإسناد ففيه عنعنة محمد بن إسحاق بن يسار، وجعفر مجهول، وعمرو هو ابن حماد بن طلحة صدوق رمي بالرفض؛ وقال أبو داود: كان من الرافضة ذكر عثمان بشيء فطلبه السلطان فهرب، وقال الساجي: يتهم في عثمان وعنده مناكير. اهـ تهذيب التهذيب (٨/ ٢١)، والتقريب (٥٠١٤ ص ٣٧٥)، وعبد الرحمن مقبول ولم يتابع. اهـ التقريب (ت ٨٣٦٣). وهذا عند الحافظ لا يقبل تفرده فكيف إذا روى ما يخالف أيضا.

<<  <  ج: ص:  >  >>